تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


متى يتوقف هذا التضليل..؟!

نافذة على حدث
الثلاثاء9-12-2014
عبد الحليم سعود

لا تتوقف قنوات التضليل المعروفة ـ الخليجية أو تلك الخاضعة لنفوذ وسطوة البترودولار ـ عن محاولة صناعة فروق وتباينات وهمية بين تنظيم داعش الإرهابي وباقي التنظيمات الارهابية الأخرى المقاتلة في سورية بهدف نفي صفة الإرهاب عنها، إلا أن هذه المساعي الخبيثة غالباً ما تصطدم بحائط من الفشل مقدمة نتائج عكسية، فالإرهابيون وكذلك الناطقون باسمهم عادة ما يقدمون دلائلهم الحسية على الترابط العضوي بين داعش ونظيراتها، الأمر الذي يوقع هذه القنوات في شر أعمالها متحولة إلى منابر إعلامية حصرية للإرهاب.

فتنظيم جبهة النصرة المصنف على لوائح إرهاب دولية وإقليمية والمتحالف مع داعش في العديد من المناطق يقدم كما لو أنه «تنظيم ثوري» عريق حين يستهدف الدولة السورية ومؤسساتها ومواطنيها الأبرياء ولو ارتكب ضعف ما يرتكبه داعش من مجازر وانتهاكات، وميليشيا ما يسمى «الجيش الحر» التي تقاتل في صفوف داعش والنصرة وتحت إمرتهما في الكثير من المناطق تتحول فجأة إلى معارضة «معتدلة» تستحق الدعم والتسليح لمواجهة داعش والمشاركة في الاستحقاقات القادمة..!‏

غير أن الأغرب من هذه التناقضات والأضاليل الإعلامية هو محاولة خلق المبررات والذرائع المناسبة لها، ومنها أن التنظيمات الإرهابية اضطرت إلى حمل السلاح والقتل والتخريب من أجل حماية المدنيين، فلو أن «المجتمع الدولي» قام بواجبه تجاه «الشعب السوري»، لما اضطر هؤلاء «المساكين» للاستعانة بالشياطين، ولا ضير إن قاتلوا مع داعش أو تحالفوا مع إسرائيل، طالما أن ذلك يصب في خانة إيذاء وإضعاف الدولة التي يكرهونها؟!!‏

على أية حال بات من الصعب أن تنطلي مثل هذه الأكاذيب على أحد، لأن المشهد بات أشد وضوحاً من ذي قبل، وصار بالإمكان التعرف على حقيقة «التنظيمات الثورية» التي تروج لها قنوات التضليل، حقيقة أنها عميلة لجهات خارجية معادية وتقوم بتسخّير الدين لخدمة أغراضها وأغراض من يمولها، وحقيقة أنها تقتل وتذبح وتفجّر وتخرّب وتنهب وتسبي وتستغل الأطفال وتهتك الأعراض وتدنس المقدسات..إلخ، والسوريون أكثر من تعرض لهذه الممارسات البشعة وأكثر من تصدى لها وفضحها.. فمتى يتوقف هذا التضليل الرخيص..؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية