|
متابعات سياسية في الوقت الذي سعى فيه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للبحث عن سبل لتطوير التحركات المقبلة حول الأزمة الأوكرانية في بروكسل خرجت ميركل بإدانات علنية للرئيس الروسي تعتبر الأشد و الأكثر تشاؤماً حتى الآن محذرة من أن الكرملين يسعى لنشر نفوذه و التأثير ليس فقط على الجمهوريات السوفييتية السابقة كجورجيا و مولدوفا و لكن أيضاً على صربيا و البوسنة ، و قرر وزراء الخارجية تجميد أصول عدد أكبر من قادة الانفصال المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا ووضعهم على اللائحة السوداء هذا على الرغم من أن المزيد من العقوبات الشديدة على الاقتصاد الروسي وضعت اضطرارياً على الرف حتى العام القادم ، و من الملاحظ أن روسيا حققت مكاسب ملحوظة في المجر « هنغاريا « و هي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي و الناتو حيث تفاوضت الحكومة للحصول على قروض سهلة من الروس و منحت عقود الطاقة النووية لتكتل الدول الروسية النووية حيث أعطى البرلمان قبل نحو أسبوعين الضوء الأخضر لمشروع خط أنابيب الغاز الرئيسي الروسي في أوروبا متحدياً أوامر المنع في بروكسل و بعد قمة العشرين في سيدني وخلال خطاب السياسة الخارجية بدت ميركل مستاءة جداً و قد انتابتها مشاعر اليأس و الإحباط إزاء سياسات بوتين و آفاق التحول الاستراتيجي للكرملين قائلة « الأمر لا يتعلق بمولدوفا وجورجيا ، إذا سارت الأمور على هذا النحو .... علينا إثارة موضوع صربيا من دول غرب البلقان » . من الواضح أن هناك مخاوف في أوروبا الغربية ولدى الأميركيين من توسع النفوذ الروسي داخل الاتحاد الأوروبي و يبدو الأمر أكثر وضوحاً في بودابست حيث يعارض رئيس الوزراء فيكتور أوربان بقوة فرض الإتحاد الأوروبي عقوبات ضد روسيا و هو مشغول في عقد الصفقات معها ، بينما انتقد الزعيم السلوفاكي روبرت فيكو بشكل حاد عقوبات الاتحاد الأوروبي ، سلوفاكيا و المجر هما دولتان عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ، وتعتمدا ن على روسيا في إمدادات الطاقة و الأمر نفسه ينطبق على بلغاريا ، في حين أن صربيا و النصف الصربي من البوسنة و مقدونيا جميعها تشعر بالميل و الانتماء لروسيا ، و في خطاب ألقاه في تموز ندد أوربان بالنموذج الديمقراطي الغرب أوروبي باعتباره فشل تماماً بينما يمثل الرئيس بوتين نموذجاً و مثالاً للقائد الحديث الناجح ، و كان اوربان التقى في كانون الثاني الرئيس بوتين في موسكو بشكل سري و حصل على تأمين ب10 مليارات جنيه من الروس و قدم عقود لموسكو لبناء مفاعلين جديدين لمحطة الطاقة النووية الوحيد في هنغاريا و اكتشف الهنغاريون ذلك بعد نشر الأخبار على موقع الحكومة الروسية ، « في تلك اللحظة بات الأمر واضحاً للمجريين أن أوربان هو من أصدقاء بوتين « قال برناديت زيل و هو النائب المعارض في لجنة الأمن القومي في البرلمان و الذي لم يتمكن من الحصول على العقود الممنوحة للروس « لقد كانت تلك مفاجأة كبيرة ، ربما لم يكن متوقعاً التوصل إلى الاتفاق « قال زولتان كوفاكس و هو المتحدث باسم أوربان مضيفاً « العقود وقعت » . تجدر الإشارة إلى أن حكومة أوربان أعلنت مؤخراً عن دفعها إلى الأمام المشروع الروسي المشترك لبناء جزء من خط أنابيب الغاز ساوث ستريم و هو المشروع الرئيسي لشركة غاز بروم الروسية لضخ إمدادات الغاز تحت البحر الأسود و يصل إلى أوروبا عبر البلقان متجاوزاً أوكرانيا و تعارض بروكسل بشدة هذا المخطط و ضغطت بالفعل على بلغاريا لعدم المشاركة و تميل حالياً على صربيا التي تتفاوض حول عضوية الاتحاد الأوروبي ، في أيلول و بعد أيام من لقائه رئيس شركة غاز بروم أعلن أوربان أن المجر يرفض «» الضخ – المعاكس « للغاز الروسي إلى أوكرانيا للنأي ببلاده عن سياسة الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى الاستمرار في تزويد أوكرانيا جزئياً «على الروس إغلاق الصنابير إلى كييف «و أضاف « الخوف من أن تكون المجر حصان طروادة بالنسبة للروس في الاتحاد الأوروبي هو مجرد هراء « لكن القلق حول ميل أوربان باتجاه موسكو استدعى انتقادات الأميركيين لسجله في الديمقراطية حيث وضعوا ستة مسؤولين من الحكومة الهنغارية على القائمة السوداء بزعم الفساد الشهر الماضي ، و هذا أمر فريد من نوعه بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي أو حكومة الناتو « الأميركيون يشعرون بالقلق منذ أمد بعيد « قال السفير الأوروبي في بودابست وأضاف « الآن هم صاروا أكثر صخباً ». وكان الرئيس بوتين ذهب الشهر الماضي إلى العاصمة الصربية بلغراد حيث تم تكريمه خلال عرض عسكري و استخدمت إمدادات الغاز و الديون المستحقة عليها للتحرك مباشرة إلى ساوث ستريم ، وفقاً لمصادر في بلغراد فإن تعثر الصرب لكسب الوقت تزامن مع تحذير بروكسل لهم أنه من شأن الضوء الأخضر تعقيد المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي ويقال أيضاً أن المجر و صربيا وقعتا على تخزين كميات كبيرة من الغاز الروسي و تأمين الإمدادات لأنفسهم ، إن اتفاق موسكو و كييف و الاتحاد الأوروبي مؤخراً على توفير الطاقة و المدفوعات لكسر برد هذا الشتاء و سيمكن موسكو أيضاً من الحفاظ على بعض الإمدادات إلى أوروبا بدون الضخ عبر أوكرانيا و كانت وزارة الخارجية الألمانية حذرت في وثيقة ، حسبما أوردت دير شبيغل أن موسكو تستخدم إمدادات الغاز و العلاقات العسكرية لجر صربيا إلى فلكها . |
|