تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اليوم قمة طهران ال«16» بمشاركة 120 دولة .. وطموحات كبيرة‏

قاعدة الحدث
الخميس 30-8-2012
إعداد: عزة شتيوي‏‏

تأتي قمة عدم الانحياز في طهران الحالية لتعاكس أمنيات أميركا وحلفائها في خفض الصوت الايراني المتنامي سياسياً ودبلوماسياً وعزل إيران وحصارها لما أحرزته من تقدم علمي واقتصادي

لحقه تقدم سياسي طالما حاولت أميركا تهميشه من خلال إصرارها الدائم على رفض المشاركة الإيرانية وتفعيل دورها في المجتمع الدولي من خلال التلويح بالملف النووي وهاربة بذلك من حقيقة اللاعب الإقليمي الذي بدأ يشب قبالة شيبها، إلا أن القمة الحالية التي تنطلق أعمالها في طهران على مستوى القادة يومي 30 و31 آب تحظى بأهمية فائقة من قبل دول العالم حيث تستقبل إيران ما يقارب 150 وفداً.‏‏‏

‏‏‏

واعتبر كثيرون أن اللقاءات والاجتماعات التي جرت على هامش أعمال القمة أو خلف كواليسها تشكل فرصة لإيران لتفعيل دور حركة عدم الانحياز كما ستمنحها أهمية خاصة على الصعيدين الإقليمي والدولي خصوصاً أن إيران ستوقّع اتفاقيات اقتصادية مع بعض البلدان.‏‏‏

وفضلاً عن تناول القمة هذه السنة لقضايا أساسية أعلنت عنها طهران خلال الاجتماع التحضيري من أهمها إصلاح النظام الدولي ورفض التدخل الأجنبي في الدول التي تمر بأزمات داخلية، فمن المنتظر أن توضع ملفات أخرى على طاولة حوار دول حركة عدم الانحياز ويعتبر أهم هذه الملفات هو الملف النووي الإيراني فقد ترددت أنباء عن تنظيم إيران جولة للوفود المشاركة في منشآتها النووية.‏‏‏

وبحسب رئيس تحرير صحيفة إيران ديلي عماد ابشناس فإن طهران ستسعى لتفعيل حركة عدم الانحياز بشكل أكبر على الساحة الدولية خاصة، وأنها ستسلم من مصر رئاسة الحركة لمدة ثلاث سنوات.‏‏‏

ويتوقع ابشناس أن تضع إيران على طاولة المجتمعين في القمة ملفاً يتضمن تحويل حركة عدم الانحياز إلى منظمة دولية لها أمانة عامة وسكرتارية وميثاق، مؤكداً أن بلاده ستقترح تشكيل لجان بين الدول الأعضاء لحل المشكلات والخلافات في بلادهم وبين الدول الأعضاء أو مع غير الأعضاء.‏‏‏

وأضاف ابشناس أن هناك حديثاً عن اتفاقيات اقتصادية بقيمة 60 مليار دولار ستوقعها طهران مع بعض الدول على هامش القمة ويتوقع الكثير من المحللين السياسيين أن ملف الأزمة في سورية سيحظى بكثير من الاهتمام في القمة ومن المتوقع أن يحرز تقدماً إيجابياً على الصعيد السياسي.‏‏‏

وكان قد تم الاتفاق يوم 27/8/2012 على البيان الختامي لدول حركة عدم الانحياز على الغالبية العظمى من بنود مسودة البيان لقمة الحركة وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن معظم الدول أجمعت على ضرورة حل المشاكل وأزمات المنطقة والعالم عبر عمل مشترك وبعيداً عن التدخلات الغربية، مشدداً على أن قمة طهران تدل بشكل كبير على فشل الغرب في فرض العزل والحصار على إيران.‏‏‏

وقال مهمان برست: إنه تم في اجتماع الخبراء التحضيري للقمة تشكيل لجنتين، سياسية برئاسة ممثل كوبا واقتصادية برئاسة مندوب مصر حيث تم إعداد مسودة البيان الختامي في 668 فقرة سياسية واقتصادية وتتناول مسودة البيان ثلاثة فصول تتطرق إلى مواضيع متعددة حيث يتناول الفصل الأول المواضيع الدولية مثل الدفاع عن سيادة الدول ورفض الاحتلال بالإضافة إلى القضية الفلسطينية والعراق وسورية وأفغانستان والأزمات في البلدان الافريقية مثل الصومال والسودان وكذلك في أميركا اللاتينية.‏‏‏

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن المسودة تسعى إلى حل الأزمات وتقديم آليات الحل والاصلاحات للنظام الدولي، مؤكداً اتفاق جميع البلدان وتوافقهم على النقاط التي تم وضعها في مسودة البيان الختامي رغم بعض التحفظات على بعض البنود التي يجري العمل على إزاحتها وتعديلها، واعتبر مهمان برست أن إيران تدعو لإدارة عالمية مشتركة من أجل الاتجاه نحو السلام والعدالة واحترام حقوق الشعوب والابتعاد عن الهيمنة والتسلط السياسي وتؤكد أن ذلك يجب أن يكون بمشاركة من كافة البلدان المستقلة والمقتدرة في العالم ضمن مجموعة عدم الانحياز التي تضم 120 دولة و17 دولة مراقبة وتمثل بذلك أكبر كتلة للبلدان بعد منظمة الأمم المتحدة في العالم الأمر الذي يؤكد أن دول عدم الانحياز بقيادة إيران هذه السنة من المرجح أن تشكل كتلة تسعى لإيجاد تغييرات في هيكلية إدارة العالم لتحقيق أهداف سامية من أهمها إصلاح هيكلية الأمم المتحدة التي تعاني من مشكلات أمنية ولم يعد هيكلها القائم صالحاً خاصة أن الظروف الراهنة تشبه إلى حد كبير الظروف التي خلفتها الحرب العالمية الثانية واستدعى إعادة هيكلة موازين القوى في العالم وقد يشكل الملف السوري نقطة الانطلاق في نجاح هذا التوازن العالمي الجديد خاصة وأن ثمة مقترحاً ايرانياً من المقرر اعلانه في القمة لحل الأزمة في سورية وتشكيل مجموعة اتصال بمشاركة من ايران وتركيا والسعودية ومصر وقد صرح المتحدث باسم الخارجية الايرانية أن قمة عدم الانحياز ستوفر فرصة مهمة لحل الأزمات في العالم بصورة عامة ومنها الأزمة في سورية خصوصاً أن هامش قمة طهران يشكل فرصة مهمة وكبيرة تتجلى بحضور كبار الزعماء والأمين العام للأمم المتحدة للحوار وتبادل وجهات النظر وتقريبها على أساس خطة المبعوث الدولي السابق كوفي أنان السداسية والتوصل إلى صيغة مشتركة لوقف العنف من قبل العصابات المسلحة الممولة خارجياً وتلبية رغبات الشعب السوري.‏‏‏

ويرى محللون أن ايران والبلدان التي تشاطرها المساعي والرأي للحل السلمي في سورية تنطلق في ذلك من محاولة تحقيق السلام في سورية وليس كما تفعل بعض القوى الكبرى ودول المنطقة التي تدّعي الدفاع عن الشعب السوري وترسل في نفس الوقت أسلحة للجماعات الإرهابية.‏‏‏

إذاً ينعقد المؤتمر السادس عشر لدول عدم الانحياز وتشارك العديد من الدول ومنها من يحضر لطهران لأول مرة كرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس المصري محمد مرسي وتقول طهران: إن دعوة عباس تأتي من محورية القضية الفلسطينية ورفض ايران للاحتلال والذي أكده وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في كلمة له افتتح بها اجتماعات خبراء دول عدم الانحياز أن الحركة تحارب الارهاب الدولي المدعوم غربياً والمتمثل في كيان الاحتلال الاسرائيلي.‏‏‏

تتوجه الأنظار إلى إيران اليوم وغداً فأسخن الملفات السياسية على طاولتها واجماع دولي كبير على وحدة الرؤية ودعم روسي وصيني آخر للاتفاقيات في ايران ما يبشر بقيام تكتل دولي كبير قد لا يضاهي حجم الأمم المتحدة ولكن يتفوق عليها تنظيماً وشفافية ومصداقية.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية