تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحوار .. حلاً ؟

البقعة الساخنة
الخميس 30-8-2012
مصطفى المقداد

بانتظار نتائج قمة عدم الانحياز فيما يتعلق بالشأن السوري تدأب طهران على تسهيل مهمة مشروع الحوار الذي يتابع تفاصيله وزير المصالحة الوطنية في محاولة لجمع أطراف المعارضة وأطيافها وشخصياتها ذات الحوار والارتباطات

والمعتقدات المتباينة إلى درجة التضاد الكامل أحياناً وجمعهم حول طاولة للحوار يمكن أن يطرح عليها كل اشكاليات وتداعيات الأزمة التي عصفت بالبلاد وأسبابها وتطوراتها ونتائجها وكل ما يمكن أن يطال تفاصيل حياة السوريين بسببها ، فالحوار رغم كل تداخلات الأزمة يبقى النهاية الأكيدة التي سيلجأ إليها كل الراغبين في الوصول إلى حل للأزمة ولن يكون بمقدور المجموعات المسلحة ومن يدعمها في الداخل والخارج تحقيق أي نوع من الانتصار مهما تضاعفت المساعدات العسكرية والتمويل المالي ومهما تم تجنيد قدامى مقاتلي القاعدة أو تجنيد متطوعين جددفي المناطق ذات البعد الأصولي المتطرف ، فضلاً عن عمليات التجنيد المتطرف في بعض المجتمعات الأوروبية وغيرها .‏

الواضح أن كل عمليات الدعم الخارجي بأشكالها المتعددة لم تقو على تحقيق تقدم حقيقي للمخطط المعادي لسورية ، بل على العكس فإن كل ذلك الدعم انعكس دماراً وتخريباً وقتلاً في أكثر من موقع من سورية .‏

واليوم مع اقرار دول عدم الانحياز بأن الحل يجب أن يكون وطنياً مدعوماً من الدول ذات الصلة ، فإنها تسقط كل المحاولات التي قادتها واشنطن في منابر الأمم المتحدة المختلفة لتشويه صورة سورية ، وتشويه الحل الممكن إمعاناً في زيادة الأزمة .‏

قمة عدم الانحياز في طهران تدعم الحوار بالتأكيد باعتباره الشكل والنموذج والوسيلة الوحيدة الكفيلة بوضع وصياغة صورة لمستقبل سورية بحيث تحافظ على تاريخ طويل باعتبارها كانت منبعاً أصيلاً للحضارة الإنسانية .‏

ومختصر القول: إن كان العالم كله يؤمن بأن الأطراف المتقاتلة ستكون مجبرة في النهاية على الجلوس إلى طاولة الحوار فلماذا تزيد من عمليات القتل والإجرام؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية