|
مرايا اجتماعية
لكن ما الذي حصل اليوم حتى استسلمت شريحة من النساء ورفعت يديها لسان حالها يقول:لا أريد المساواة بالرجل, أريد أن أكون امرأة فقط) فهل هناك نساء مقتنعات بالفعل بعدم المساواة بالرجل ولماذا؟ وما الذي ستقوله المرأة التي تصر على المساواة في هذه الحال وأخيراً ما الذي يقوله الرجال أنفسهم في هذا الإطار.. رزان موظفة : (ابنتي في التاسعة من عمرها لم يتسن لي أن أنجب غيرها فأنا دائمة السفر في عملي, ولست نادمة على ذلك إلى اليوم لكني أشتاق كثيراً إلى أن أكون أماً لأولاد كثر والمجتمع لم ينصفنا حين طالبنا بحقنا في المساواة مع الرجل, تباً للمساواة والمرأة التي تريدها أحاول منذ بداية رحلة عملي أن أثبت كفاءة وجدارة لكن رؤسائي في العمل لايزالون ينظرون إلي كامرأة وفي الحقيقة لو أن رجلاً يحتل مركزي لتقاضى ضعف الراتب وربما أكثر.. - فيفيان تحتل منصباً مرموقاً في إحدى الشركات الكبيرة.. لا أريد أن أتساوى بالرجل, أريد أن أعود إلى ذاتي الأنثوية, وأتكل على رجل يوفر لي كل ما أشتهيه, تعبت من نظرة المجتمع إلي كامرأة تحتل مكاناً ليس لها, لقد دفنت نفسي بالعمل وأنا الآن ناجحة جداً, لكنه كل ذلك لايعني الآن لي شيئاً, قد تخطيت الخامسة والأربعين وأتمنى لو أبادل كل ذلك بزوج وأولاد يملؤون علي حياتي, لقد بت أحسد ربات البيوت. إذا كانت بعض النساء استسلمن من صراع المساواة بالرجل فهل يمكن تعميم هذا الاستسلام؟. ربا حمزاوي طالبة جامعية: أنا مع المساواة بين الرجل والمرأة ولكن ضمن حدود فهناك فوارق نفسية وبيولوجية واجتماعية تجعل من المستحيل المساواة التامة بين الجنسين، وتضيف سمر أنها ضد أن يكون عمل المرأة على حساب بيتها وعائلتها وترفض بشكل مطلق المساواة بين الجنسين أسوة بالنموذج الغربي. بينما تتساءل روان : كيف يمكن لامرأة وصلت إلى درجة كبيرة من النجاح أن تتنازل عن ذلك ؟ معتبرة أن المرأة التي تقبل بعدم مساواتها بالرجل هي امرأة لاتثق بنفسها ولاتقدر قيمة ذاتها الحقيقية وما دامت متعلمة مثل الرجل فلماذا تتنازل عن حقها المشروع وهي قادرة على أن تنجز وتعطي مثله وأكثر وتلوم (جنى) المجتمع على عدم تشجيع المرأة ووضع الكثير من العراقيل أمامها لمنع وصولها إلى حقوقها كاملة. والآن لنستطلع كيف ينظر الرجل إلى تراجع المرأة عن المطالبة بمساواتها به. يرى جمال الزغبي (محامي ): إن المرأة بالعمل والنجاح تبني شخصيتها وتوسع مداركها ومن المجحف بحقها حرمانها من جني ثمار نجاحها والحصول على حقوقها، ويبرر تراجع المرأة للمطالبة بالمساواة إلى المرأة, قد لا ترغب أصلاً في العمل أو أن مستواها التعليمي لايؤهلها لتولي وظيفة تليق بها حيث قد يعرضها ذلك لإهانات ومواقف محرجة قد تحد من رغبتها في العمل. أما ياسين الراعي.. مهندس كمبيوتر: فيتمنى أن يكون قادراً على تلبية حاجات زوجته المستقبلية فلا تخرج للعمل والاحتكاك بالآخرين ويعتبر تراجع المرأة عن المطالبة بالمساواة إنما يعود إلى أن ضغوط العمل أصبحت تؤثر على واجباتها المنزلية وحياتها الزوجية وزيادة الأعباء المترتبة عليها. بينما يدافع ماهرالصفدي ( موظف) عن المرأة ويعتبر تنازلها عن المطالبة بالمساواة إنما يعود إلى ضغط المجتمع عليها والكبت الذي يمارس عليها ويرى أنه من حق المرأة أن تطالب بالمساواة مادام أنه يمكن لها أن تعطي في عملها مايعطيه الرجل وإذا تخلت عن دورها المحوري في حياة المجتمع فسوف يفقد هذا المجتمع عنصراً حيوياً ومنتجاً.. والتفسير.. يعزو الاستشاري في علم الاجتماع ناصرعابدين تراجع بعض النساء عن حقهن في المطالبة بالمساواة مع الرجل إلى مجموعة من العوامل المتعلقة بإحباطات العمل والمنافسة والغيرة جراء التمييز بين الرجل والمرأة من ناحية, وبين المرأة والمرأة من ناحية أخرى كأن ترى زميلة لها تحظى بإطراء لاتستحقه بينما لاتقدر جهودها هي, كل هذه العوامل قد تدفع المرأة إلى ترجيح كفة البيت والأولاد على العمل وتجعلها تتنازل عن حقها في المساواة بالرجل, كما أنه ليست كل النساء مستعدات لخوض الحروب فهناك من تحب التحدي وإثبات الذات, وهناك أخريات تستسلمن حين يجدن أنفسهن غير قادرات على إقامة توازن بين بنيتهن وحياتهن الأسرية وبين عملهن ونشاطهن خارج البيت. ويضيف الاستشاري عابدين أنه لايمكن تسمية هذه الظاهرة على العموم تراجعاً من قبل المرأة ومايحدث هو نوع من الإحباط الذي يصيب النساء، مؤكداً حق المرأة في المطالبة بالمساواة وهو حق تاريخي مشروع تدعمه الأديان والشرائع السماوية وتحميه القوانين والدساتير في مختلف بلدان العالم. ويتهم الرجل معتبراً أنه قد يكون السبب الأول وراء قرار المرأة بالتراجع عن حقها بالمساواة من خلال مناخ عام كاذب يفيد أن عمل المرأة يضر بمصلحة الأسرة والإيفاد أن عملها غير مهم للاقتصاد والمجتمع. |
|