|
آراء الدم العربي السوري من أكبر شعراء الحياة الإنسانية المعاصرة رغم كل التلفيقات والتزويرات والوسائل الإعلامية الضارية كوحوش متخصصة بالنهب والكذب والبشاعات... ودموع النساء، نساء عارفات عاليات باذخات مثل أقواس السحاب السوري والعربي والإنسي.،.. كل دمعة آنسة صف أساسي في مدرسة الصبر العربي والوجع والجراح. قبل الدموع المعلمة يبقى الحبر فقيراً بالإرشادات العاطفية والثقة بالنفس.. والحب أيضاً يتعلم دروس الدمعات وترتيب المعلومات منها، وتنظيف أظفار الأشواق، عند الصباحات الحادة كسكاكين الفراقات، ولا غنى عن أظفار الأشواق وسهام الأحداق في حالات الاختناق والمرارات والأذى الفاجع... كل دم أستاذ جميع الحبر والحب والجغرافيا والتاريخ والمحفوظات والنساء القليلات اللواتي أخطأن مرة في فلش ريح شوقهن للوطن وهن يكتبن بالدموع البكاء والوداع عدن إلى رشدهن وتعلمن فن الوطن قبل وأثناء وفي عز المحن قال أحد الأجداد الشعراء: (إني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل) ولم يستطع أو استطاع لسنا بصدد التأكيد أو النفي. لكن بما يخص نحن والزمان المعاصر والأخير وما ملكت الأرواح من همة الحب وفن الأشواق والكتابة الدم أتى بما لم يستطعه الحبر أو الحب أو فن الأشواق لم يترك لكاتب متسع ليقول.. شرح وأوضح وعلل وعبر عن الاشتياق الوطني والإبداع الوجداني الاستثنائي الذي لا يستطيعه سواه. وعاون الدم الدمع إذ تفاصحت المرأة العربية السورية بدمعاتها الصارخة والصادحة أجمل من جميع الفصاحات والبلاغات التي تلقيناها وتعلمناها من دروس البيان والبديع واللغة. لغة الدم عارية عن الخطأ أو الركاكة أو الزيف والتلوي ومثلها لغة الدمع أكبر من أن تسقط في فخ الغموض والتعبيرات (المشتبه بها) و (المشبوهة). التشابه والشبه عند الدموع والنزف فصاحة الفصاحات وعلو شأن الكلمات... في كل قرية دموع تعلم الأشجار أن تورق خارج فصل الأوراق والأغصان... وفي كل درب وحارة وبيت دنان تختزن بالدمع الزمان، وتكتحل بالعناد المر بدل الإذعان... رغم الحاجة القصوى للأشجان تعالت النساء الحنونات جداً والشجاعات جداً والنساء جداً على الأحزان.. جارتنا أم ربيع تعرفها دروب البلدة وحيطان السنوات... تزوجت قبل أن تكمل تعليمها... لكنها حين استشهد ولدها الثاني تعلمت كل الدروس والمحفوظات ومعادلات الوجدان الوطني... قالت في درس وداع البطل: الشهيد وداع أقوى من الكلمات وأشجع من الحنين الباكي... لن أبكيك بشكل عادي وأنت غير عادي... دمك يفي بغرض التعابير والمعلومات.. دمك ودم أصدقائك وشركائك بالطفولة الوطنية والتضحية الوطنية والدروس الوطنية سياج يصد عن البقاء الأعداء ويعلمنا الفداء.. وبقيت دموعها ظلالاً ورافة فوق أشواقها وأفراد عائلة حبها وحنينها الجسور... وغيرها وغيرها العديدات علمن ويعلمن كل وداع دروساً ليست عادية ولا مكررة.. النساء في الغزل قصائد... والنساء في الفداء ملاحم وعبقريات وجد وطني، مامسه عيب ولاشابه يباس... المرأة العربية السورية تختصر في فن دمعها المعبر الغزل والبهاء والبقاء والرجاء... نساءّ يتفوقن على الحبر والحيرة وعلى أنوثتهن ورقتهن ويقلن الصبر ويكتبن الحنين المبدع... القصيدة من محاسن الوجدان والحسان... وحين يبرع الحزن بالحزن والشدة والضيق والفراقات المتلاحقة، والمتزاحمة تصير المرأة شعراً كلها ودمعها يصير القافية وتفعيلات وجدانها تصبح أجدر من كل الموسيقا بالغناء والنداء... مرحباً أيها الدم العربي السوري وقد قلتنا وقلت الحبر والحياة والحب والبلاغات من أول الأزمنة وإلى آخر الأزمات... قلت فصار قولك الزمن الكامل المترامي البقاء والنماء... وعلمت بقولتك الباذخة العصماء كل القائلين والكاتبين والمبدعين.. وفي حشد مهرجانات الدم لم تغب ملاحة الدمعات والنساء العاليات. الزمن السوري من تأليفات الدمعات والدم والتضحيات وهو زمن رغم حدة المرارات كسكاكين الخيانات يؤلف بدوره زمناً وطنياً. من آخر الجرح وإلى أقصى الحياة..... |
|