|
آراء وفي وثائق هذه الجريمة أن تعليمات صدرت إلى مرتكبي الجريمة رداً على تصريح أدلى به إلى إحدى وكالات الأنباء جاء فيه قوله إن مستقبل منطقة الشرق الأوسط، لا يبشر بالخير في ضوء ما يقال عن سعي الصهيونية لاحتواء المنطقة العربية، مروراً بأرض فلسطين. وكان هذا القول من قبل وولتر موين وزير الدولة البريطاني المقيم في مدينة القاهرة سبباً في صدور الأوامر من قبل مسؤولي منظمة «شتيرن» الإرهابية للتخلص منه، علماً أنه لم يسبق له أن أعلن موقفاً من مسألة الصراع على مستقبل الأرض الفلسطينية، بالرغم من أن الصراع لم يكن قد احتد بعد في زحمة معاناة البشرية من نتائج الحرب العالمية الثانية الدائرة وقتئذ وهي على أبواب أن تضع أوزارها. وفي سجل الرجل الضحية أنه من أصل ايرلندي ومن حزب المحافظين في بلاده ولم يعرف عنه أي تطرف في موقف معاد للصهيونية لجهة العرب ومع ذلك كان جزاؤه على النحو الذي روته الواقعة ليكون بشكل أو بآخر عبرة لسواه وبذلك كمت أفواه كان يمكن أن تدلي بما أدلى به «موين» سواء في الفترة ذاتها أم في أزمنة أخرى تالية... وبذلك أيضاً خسرت القضية العربية موقفاً أو أكثر كان يمكن الاعتماد عليه لتعرية مخططات الحركة الصهيونية الهادفة إلى احتلال الأرض العربية بعد مضي سنوات قليلة على نهاية الحرب العالمية الثانية في العام 1945 كما هو معروف. وحين يستذكر أحدنا هذه الواقعة، أو يقرأ ما يتصل بها في وقتنا الراهن يستطيع استخلاص السر الكامن وراء لجوء العديد من الساسة في العالم إلى تطبيق النصيحة القائلة إن الكلام إذا كان من فضة فالسكوت من ذهب! حتى في حال قناعتهم بأن الحق إلى جانب القضايا العربية المطروحة على الساحة الدولية ومن هنا تتسع رقعة الخوف أو التردد لدى هؤلاء الساسة خشية اليد التي يمكن أن تمتد إليهم فتقتص منهم لصراحتهم أو لوقوفهم إلى جانب العدل والحق في مسألة الصراع على انتزاع حق مستلب من أصحابه بالقوة أو بالغدر أو بوسائل أخرى بينها دعم الأقوياء للمعتدين على حقوق الغير لسبب أو لآخر وفي أيامنا هذه فإن الأسباب كثيراً ما تتضح إذا ما حاول أحدنا تفسير مجريات الأمور من حوله ومعرفة الدوافع التي تجعل المعتدي على حقوق الغير غير آبه بالمرجعيات الدولية وقراراتها المعتمدة عالمياً في معظم الأحيان على غرار ما نرى ونسمع في أيامنا هذه على جبهة العدو الإسرائيلي ومن ورائه القوى الداعمة iskandarlouka@yahoo.com ">له. iskandarlouka@yahoo.com |
|