|
حدث وتعليق نظرا لتداعياتها السلبية على المنطقة ككل, فالدول الاستعمارية تسعى جاهدة لإشعال المنطقة بالحروب والفوضى والعنف بهدف إعادة تركيبتها على أسس طائفية أو اثنية أوعرقية بما يخدم أجنداتها ويصب في خدمة المشروع الصهيوني وأهدافه التوسعية. من المؤكد أن مناقشة حركة عدم الانحياز للأزمة في سورية ستكون مختلفة تماما عن الطريقة التي دأبت على انتهاجها الدول المتآمرة في اجتماعاتها ولقاءاتها العدوانية السابقة واللاحقة, حيث أن الأغلبية العظمى من الدول الأعضاء في الحركة لديها القناعة التامة بضرورة إنهاء الأزمة بالطرق السلمية من خلال الحوار البناء وبما يحافظ على سيادة واستقرار سورية, مع رفضها القاطع لأي تدخل خارجي لأنه يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة, ويقوض الأمن والاستقرار في العالم, وهذا ما أكدت عليه الوثيقة النهائية التي صدرت في ختام الاجتماعات التمهيدية التي سبقت انعقاد القمة. ما يدعو للتفاؤل أن ثمة مبادرة إقليمية بشأن الأزمة في سورية ستطرح خلال القمة, على أساس أن يكون الحل سلميا بعيدا عن أي عنف أو خيارات عسكرية, وهو ما أكدت عليه سورية مرارا, وتعاونت بكل جدية وإخلاص مع كل المبادرات السابقة بهذا الشأن, لأن مصلحتها الوطنية تقتضي ذلك, ولكن المنظومة العدوانية عملت في المقابل على إجهاض جميع المبادرات والحلول, واستخدمت شتى الوسائل والأساليب العدوانية لتأجيج الأزمة, لأنها لا تريد حلاً لها, وإنما هدفها بالأساس هو القضاء على قوى الممانعة والمقاومة التي تمثل سورية ركيزتها الأساسية, وبالتالي محاولة استبدال الأنظمة الحرة المستقلة بأخرى تابعة لأميركا والغرب, كي يتسنى لها السيطرة على المنطقة برمتها ونهب خيراتها وثرواتها. السوريون قادرون على حل مشكلاتهم بأنفسهم, ويدركون تماما بأن الحل بأيديهم فقط دون سواهم, ولكنهم ينتظرون من قمة طهران الضغط على الدول التي تساهم في تصعيد الأوضاع وتأجيج الأزمة, وإلزامها بالكف عن تدخلها السافر بشؤونهم الداخلية, وفي حال نجاح دول عدم الانحياز بتحقيق الأهداف التي وردت في الوثيقة النهائية لخبرائها بكل بنودها, فان المنظمة ستعيد بكل تأكيد اعتبارها على الساحة الدولية, وسيكون لها الدور الهام والفاعل في إعادة رسم خارطة العالم من جديد بعيدا عن الهيمنة الأحادية, والتدخل الفظ في شؤون الدول الأخرى التي دأبت عليه الدول الاستعمارية اللاهثة وراء محاولات إخضاع بلدان العالم لتبعيتها والتحكم بقرارات ومصير شعوبها. |
|