|
قاعدة الحدث وبدأ العالم يدخل مرحلة جديدة من تاريخه عرفت بالحرب الباردة وتشكلت إثر ذلك أحلاف عسكرية استقطب فيها كل من المعسكرين الرأسمالي والشيوعي الدول التي تدور في فلكه، وفي ظل هذا الاستقطاب الشديد كانت بواعث حركة عدم الانحياز تولد وبدأت الدول التي نالت استقلالها في مطلع الخمسينيات تطالب بمكان لها في المسرح العالمي وجمعتها قواسم مشتركة أهمها معارضة سياسة الارتباط بأي من المعسكرين والوقوف بعيدا عن سياسة الحرب الباردة.
لقد شهدت الفترة الممتدة من 1955 الى 1961 انعقاد أول قمة لحركة عدم الانحياز في بلغراد سنة 1961 حيث سبقها انعقاد ثلاث قمم تمهيدية بينها اجتماع برغور في اندونيسيا في شهر كانون الأول 1954 ويعتبر هذا الاجتماع تمهيديا لقمة باندوغ. إن حركة عدم الانحياز ومنذ تأسيسها دأبت على عقد قممها واجتماعاتها مرة كل ثلاث سنوات وقد قام الأعضاء المنتمون للحركة منذ قمة 1961 ولغاية قمة 1999 في يوغسلافيا بنشاط كبير حيث ارتفع عدد الأعضاء من 29 بلدا الى 107 بلدان وتم احتضان قمم واجتماعات الحركة خلال هذه الفترة في كل من مصر سنة 1964 وفي زامبيا 1970 والجزائر 1973 وسيريلانكا 1976 وكوبا 1983 والهند بديلا عن العراق بسبب الحرب على إيران سنة 1983 وزيمبابوي 1986 ويوغسلافيا سنة 1989. وخلال القمم الأخرى كقمة جاكرتا سنة 1992 وكولومبيا سنة 1995 وإفريقيا الجنوبية 1998 اهتمت حركة عدم الانحياز بمعالجة مواضيع من أهمها النزاعات الإقليمية وإزالة التمييز العنصري , والأزمات الاقتصادية للعالم الثالث وتجديد هيكلة منظمة الأمم المتحدة والاستفادة السلمية من الطاقة النووية ولحسن الحظ فقد انعقدت قمة 1998 في جنوب إفريقيا بمشاركة 114 دولة ( بعد إلغاء الابارتيد) برئاسة نيلسون مانديلا حيث كان لذلك أثر كبير في مسيرة حركة عدم الانحياز. أما في قمة ماليزيا 2003 التي عقدت في مدينة فيفري بعد حادثة 11 أيلول وغزو الاميركان للعراق فاهتم قادة الدول الأعضاء بموضوع محاربة الارهاب والاحتلال الأميركي للعراق. كذلك شهدت القمة الرابعة عشرة سنة 2006 بكوبا والخامسة عشرة سنة 2009 في شرم الشيخ بمصر مشاركة 118 دولة ممثلة نسبة 55% من الكثافة السكانية العالمية وثلثي أعضاء منظمة الأمم المتحدة حيث كان شعارها وبرنامجها العلمي التضامن الدولي من اجل السلام والتطور والحل العادل للقضية الفلسطينية ونزع السلاح النووي والاستفادة السلمية من الطاقة النووية لباقي الدول غير الأعضاء في حركة عدم الانحياز وتعديل الهيكلة الخاصة لمنظمة الأمم المتحدة. لقد تم خلال القمة الخامسة عشرة المنعقدة في شرم الشيخ بمصر اختيار الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستضافة القمة التي تنعقد اليوم وحتى الآن تم الإعلان عن مشاركة نحو 120 دولة في القمة بينها سورية. ويعول في هذه القمة على تفعيل دور حركة عدم الانحياز في معالجة القضايا الساخنة في العالم وأبرزها الأوضاع في سورية وفلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من القضايا التي تسهم في استقرار شعوب العالم وتحافظ على السلم والأمن الدوليين وبما يخدم مصالح وشعوب العالم أجمع . |
|