|
قاعدة الحدث وفي مقدمة هذه العمليات القيام بحفريات متتالية حول المسجد وتحت أسواره وتحت باب المغاربة لتقسيم الأقصى إلى جزأين (علوي وسفلي) كمرحلة أولى للاستيلاء على كامل الموقع. ففي الأعوام القليلة الماضية ازدادت وتيرة حفر الانفاق حول المسجد الأقصى وتحته من خلال منح التراخيص لسلطات الآثار الإسرائيلية وكان من أبرزها الحفريات الجديدة في ساحة البراق في كانون الثاني عام 2007 والنفق الجديد بين حي سلوان وأسفل المسجد الأقصى في الموعد ذاته والحفر والأعمال الإنشائية تحت الأرض جنوب المسجد في تشرين الأول 2007 ونفق البراق الغربي الجديد ونفق سلوان ووادي حلوة مطلع عام 2008 وحدوث انهيار في ساحة المسجد الأقصى في شباط 2008 والقيام بحفريات تصل إلى منطقة المطهرة وباب السلسلة في آذار 2008 والإعلان عن مخطط لبناء سلسلة «كنس» يهودية في منطقة حائط البراق في آب 2008 والشروع بحفر نفق جديد على يسار مسجد عين سلوان في شباط 2009. ويأتي تنفيذ هذه الخطط لحفر شبكة أنفاق واسعة تحت مدينة القدس المحتلة باتجاه المسجد الأقصى بهدف تدميره في الوقت الذي تقوم به سلطات الاحتلال بتطويق المدينة المحتلة بسلسلة من المستوطنات وطرد السكان العرب من بيوتهم ومنازلهم واحلال المستوطنين محلهم. وتشير التقارير إلى أن شبكة الأنفاق باتت تمثل مدينة سياحية تحت المدينة المحتلة وأنها تسببت بانهيار جزء من السور الغربي (ما بين المطهرة والسلسلة). وذكرت صحيفة التايمز أن إسرائيل تسابق الزمن من الأسفل والأعلى لصبغ القدس بصبغه يهودية بطريقة غير قانونية لتحقيق ما يطلق عليه سياسة الأمر الواقع. وبحسب المزاعم الإسرائيلية التي لم تجد لها أي دليل أثري على أرض الواقع فإن الأنفاق المذكورة تبحث عن هيكل سليمان المزعوم وعن طرق يهودية سلكها اليهود قديماً وتزعم جماعة «ايلاد المتطرفة» أن الأنفاق المذكورة التي توصل إلى حائط البراق هي إحياء لأنفاق يهودية قديمة موجودة منذ زمن الرومان وقد أوردت تقارير سابقة أوردتها مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية بالقدس المحتلة كشفت بالصور مؤخراً عن انهيار وقع داخل ساحة المسجد بالقرب من سبيل قايتباي مقابل المدرسة الأشرفية في المنطقة الغربية للأقصى بين القطانين والسلسلة، أدت إلى إحداث حفرة بطول مترين وعرض متر ونصف المتر وعمق متر واحد. وذكرت المؤسسة أن الانهيار حصل بسبب الحفريات الإسرائيلية تحت وفي محيط المسجد الأقصى والتي كشفت عنها بالصور في شباط 2008 مشيرة إلى أن نفقاً إسرائيلياً جديداً يتم حفره بطول 200 متر عبارة عن عدة أنفاق متشابكة تحت الأرض ويشكل خطراً أكيداً على الأقصى والمنازل المحيطة به. وكان نتنياهو قد قام خلال فترة رئاسته للحكومة عام 1996 بالموافقة على فتح نفق تحت المسجد الأقصى بطول 450 متراً بالقوة بعد محاولتين فاشلتين عام 1986 وعام 1994 بحراسة قرابة 5 آلاف جندي محتل، ما أدى إلى حالة استنفار فلسطيني ومقاومة نتج عنها استشهاد 63 فلسطينياً وجرح 1600 آخرين بينما قتل 36 جندياً إسرائيلياً وأصيب عشرات آخرون. وهذا النفق الذي شرع به نتنياهو آنذاك يحاذي الجانب الغربي للمسجد الأقصى المبارك وكانت سلطات الاحتلال قد استخدمت أثناء الحفريات مواد كيماوية كان لها أثر كبير على أساسات العقارات المجاورة كما أكدت تقارير اليونسكو التي نشرتها المنظمة الدولية آنذاك. كما تقوم سلطات الاحتلال اليوم بأعمال حفريات بمحاذاة مسجد ومجمع عين سلوان للاستيلاء على موقع مسجد عين سلوان وتحويله إلى موقع سياحي يهودي وقد أنذرت سكان حي البستان في سلوان لإخلاء بيوتهم تمهيداً لهدمها وإجراء حفريات مكانها للبحث عن الحوض المقدس أو ما يعرف بمدينة داوود، علماً أن كل الحفريات المذكورة لم تحصل على دليل واحد مادي وعلمي يشير إلى ما يدعيه الإسرائيليون وأن كل ما يقومون به مزاعم لا أساس لها من الصحة. |
|