تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في يوم التلفاز

فواصل
الخميس 23-11-2017
رويدة سليمان

في اليوم العالمي للتلفاز والذي يصادف في الحادي والعشرين من الشهر الحالي، نترحم ونتحسر على لمة عائلية حول الأبيض والأسود ،

وحديث مشترك عن شؤون العائلة وقضايا الساعة مع متابعة بمتعة وتشويق لمحطاته، ومحظوظ من يستحوذ على جهاز التحكم من أفراد الأسرة.‏

نتوجع أيضا على منافسه الكتاب أنيس الوحدة وونيس الغربة ورفيق المسافر وعلاج السقيم ،الذي هجره الكثيرون وصحبه قلة قليلة.‏

الأغلبية يتهمون الحداثة استلابها هيبة ووقارا، وسرقة جمهور التلفاز والكتاب وغيرها من وسائل الاتصال من مسرح وإذاعة ومجلة ، ويلقون باللوم على أسطورة الزمان ،على تلك الشاشة الزرقاء، شرائح وايقونات تحفظ كتباً بقدر موضع إصبع ،وتقدم خدمات عديدة في مواقع كثيرة يستطيع الزائر استخدامها بكبسة زر.‏

في عصر التلفاز استطاع آباؤنا السيطرة على هذه الشاشة الصغيرة بوضع قوانين واضحة وضوابط واقعية للتعامل معه ،وإلغاء بعض القنوات كان حلا مجديا،بينما عجز آباء اليوم أمام شاشة حاسوب وعالم افتراضي وفضاء فسيح ،يخترقه أبناؤنا من باب الفضول وحب الاستطلاع إلى طلب المزيد ومن ثم الوقوع فريسة في مصيدة مواقع فيها الغث والسمين ،الصالح والطالح..ناهيك عن هدر الوقت والتسلية فحسب...والاعترافات صارخة والوقائع مخزية وليست عن مسامعنا ببعيدة.‏

في دائرة الاختناق بوسائل الاتصال الحديثة والقديمة المفعمة بالقلق والتوتر يجب على الأسرة المواجهة والضبط القيمي والسلوكي لما تفرزه هذه التكنولوجيا من آثار سلبية وذلك بوعي إعلامي يزود الأبناء بمهارة الاختيار واتخاذ القرار وإدارة الوقت والتحكم الذاتي لهذا السيل المنهمر من الرسائل الإعلامية الذي يطرح مفهوما جديدا للرقابة الأسرية يقوم على الاقتناع بقدرة المتلقي على الاختيار والانتقاد والحكم السليم والتلقي اليقظ والناقد والخروج من الحداثة ليس حلا لتفادي سلبياتها وهو بمثابة انتحار حضاري..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية