|
الثورة - رصد وتحليل بعد أن غربل الروسي كل شوائب الدول التي تآمرت على سورية وحولها الى تفاهمات بدأت بشائرها بتوعد تركي لواشنطن رغم وجودهما على نفس الخط في المؤتمر، في الوقت ذاته لم يبق لما تسمى « المعارضة» أي مقعد تحجزه في ظل عاصفة الاستقالات التي خسرت معها «شعرة معاوية» الاخيرة التي كانت تأمل منها الحصول على أخر فرصة من الدعم في الوقت الضائع لتجد نفسها خارج جميع التفاهمات بل ذهبت ضحية الخلافات بين مشغليها ، وليبقى الجيش العربي السوري سيد الميدان والسياسة فمع كل تقدم يحققه يفتح معه طريق سياسية جديدة . لم يكن اختيار عقد مؤتمر الحوار السوري الوطني في سوتشي بحضور زعماء الدول الضامنة من قبيل الصدفة بل لإعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط برمتها لن يكون فيها أي دور للأميركي أو الاوروبي لأول مرة، وفي الطريق الى سوتشي حملت الاوساط السياسية على الساحة الدولية بعض المناوشات، حيث رفع رئيس النظام التركي من لهجته ضد حليفه السابق واشنطن عشية القمة الثلاثية ووصف استمرار دعمها «للاكراد» بالعمل العدواني السافر وكأن قواته كانت تزرع الورود في ادلب! كما اعطى نفسه العدوانية الحق في التساؤل «لماذا تواصل واشنطن إرسال الأسلحة والمعدات الحربية إلى الشمال السوري، بالرغم من القضاء على تنظيم «داعش» في سورية والعراق؟»، مع استمراره بعنجهيته السياسية العدوانية وتمسك بلاده بحق الرّد على أيّ عملٍ استفزازي مصدره الشمال السوري. بالمقابل توقعت الأوساط الدبلوماسية أن تضع «القمّة الثلاثية» النقاط على الحروف في ما يتعلّق بالعلاقات بين الدول الثلاث لمواجهة المشروع الاميركي في المنطقة ووضع خطة مشتركة ضده وهو ماتم بحثه ايضاً بين السيد الرئيس بشار الأسد وجنرالات من الجيش الروسي حسب الاوساط، كما اضافت معلومات أن هذه القمة التي سيحدث فيها توافق روسي - تركي ستجعل اردوغان يخضع للشروط الروسية بمايخص سورية ، فهل تشهد فترة مابعد القمة تنازلات تركية تناسب شروط دمشق! هذا ماستحمله رياح الاتفاقات القادمة . الاجتماع المهم في مضمونه ورسائله جاء في توقيت لافت، فقمة سوتشي بين زعماء روسيا وإيران وتركيا، تحضيراً لمحادثات سوتشي وجنيف، سيقود الملف السوري إلى مرحلة مختلفة تتطلب قبول دمشق بخوضها، بضمانات روسية، وهو قبول أُعلن مبدئياً لدى زيارة المبعوث الروسي ألكسندر لافرينتيف لدمشق. في الوقت ذاته زادت عاصفة الاستقالات التي عصفت «بمعارضات» الرياض من شرذمتها كون خلافاتها التي زادت نتيجة الخلاف السعودي - القطري، بعثرت باقي اوراقها التي تحاول لملمتها في الرياض، لكن عبثاً كمن يحاول امساك المياه وسط كثبان الرمال، فهذه « المعارضة» التي كانت تحلم يوماً بتسلم السلطة، تجتمع اليوم في الرياض وهي مجرد أداة طيعة للدول المشغلة لها ولم تستطع حتى حجز مقعد لها بل استمرت بالاقتتال والتفكك، ففي خضم التطورات الدولية التي تشارف على حل الازمة في سورية ماتزال تفكر بتوحيد صفوفها المشتتة بين منصاتها التي اعترف بعضها بان الدول التي تقف خلفها قد ابلغتها بضرورة القبول بشروط دمشق والا لن يكون لها مكان في التفاهمات الجديدة ولا حتى في الرياض، فهل حان وقت استسلام داعمي الارهاب واعترافهم بالنصر السوري؟ مايؤكد هذه المواقف الاعتراف السعودي غير المباشر بأن سورية انتصرت، وماقاله وزير خارجية النظام السعودي عادل الجبير بأن الحل الوحيد للأزمة في سورية هو تحقيق توافق سوري وإجماع يحقق متطلبات الشعب. الفشل الذي منيت به «المعارضات» لتوحيد صفوفها في مؤتمر الرياض 2 كان ينبغي له أن يجمعها في صف واحد في جنيف 8 والذي يستمر المبعوث الاممي الى سورية ستيفان دي ميستورا بالتحضير له حيث توجه الى موسكو ليبحث مع وزيري الخارجية والدفاع الروسيين التحضيرات لـ»جنيف-8» ومؤتمر الحوار الوطني السوري، في الوقت الذي يتحدث فيه دي ميستورا عن عزمه عقد الجولة الجديدة على مرحلتين خلال وجوده في مؤتمر الرياض 2 معلناً بذلك حاجته الى اعطاء «المعارضة» فرصة اخيرة كي تجتمع وتستطيع تحقيق أي تقدم بسيط ، فيما يحاول التنظيم الارهابي الممثل لـ» الجيش الحر» التوحد أيضاً بحجة تشكيل وفد يأخذها الى جنيف 8 في الوقت الذي تستمر فيه عناصره الارهابية في العاصمة دمشق عرقلة اي اتجاز سياسي أو ميداني عبر استهداف وقتل المدنيين عن غير حق، الامر الذي شكل خلافا واسعا وكبيرا ضمن هذا التنظيم. فبحسب بعض المصادر التابعة لهذه التنظيمات فإن بعض الفصائل الارهابية المنضوية تحته في شرق دمشق بدأت تدرك مدى ارتباط «الجيش الحر» بالإحتلال الأمريكي و «الإسرائيلي» و التركي, و لكن وجب التذكير دائماً أن عشرات قذائف الهاون سقطت على دمشق فقط لمحاولة عرقلة تحرير البوكمال, التي أصبحت حرة بالتزامن مع سحق آخر المهاجمين على حرستا, و بحسب التقارير فإن الهجوم الذي شنته حركة «احرار الشام» كلف الحركة ما يزيد عن 50 قتيلا و أكثر من 100 جريح فضلاً عن الذين سقطوا في الخطوط الخلفية, و فضلاً عن خسائر حلفائها الارهابيين . كما أشارت مصادر خاصة الى تململ في صفوف «ارهابيي الحركة» التي أصبح مقاتلوها يدركون بأن الهجوم كان يستهدف الضغط على دمشق لمصالح دول خارجية و ليس لتحقيق إنجاز عسكري, و بحسب المصادر فإن مقاتلين تساءلوا لماذا تم إستهداف الأحياء المدنية ؟ و كان بإمكان هذه القذائف عرقلة امدادات الجيش السوري في محيط إدارة المركبات, و السؤال المطروح في صفوف مقاتلي الحركة عنوانه ماذا يستفيد المهاجمون على إدارة المركبات من قذائف تسقط وسط دمشق, و هل تم زج هؤلاء المقاتلين في معركة خاسرة في حرستا فقط لتبرير إستهداف دمشق بالهاون؟ و بحسب المصادر فإن نتائج معركة حرستا زادت من النفس المعارض و عدم الثقة بقيادات التنظيمات الارهابية في شرق دمشق, و لكن إستبعدت المصادر قدرة من إنتقد قيادة المعركة في حرستا على تغيير الواقع الميداني و لكن لم تستبعد قيام الكثير من الارهابيين بمحاولة الاتصال بالدولة السورية لتسوية أوضاعهم. 25 كلم تكمل طوق الميادين - البوكمال ميدانياً يستمر الجيش العربي السوري بتعبيد طرق السياسية بانتصاراته والانتهاء من جيوب الارهاب المتبقية ليكمل طريقه لإنهاء معركة الشمال حيث سيطر الجيش السوري وحلفاؤه انطلاقا من مواقعهم عند جنوب مدينة الميادين بريف دير الزور، على الاجزاء الشرقية والغربية لقرية محكان الواقعة جنوب شرق الميادين، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش»، وبعد هذا التقدم، انطلقت القوات على طريق الميادين - البوكمال وتقدمت مسافة 16 كلم بعرض 6 كلم لتسيطر على (ضهر النصراني والشيخ علي و وادي الخور وفيضة احمد الهيفان و وادي فليتة و وادي السيل)، وهذه الخطة نفذتها القوات قبيل السيطرة على مدينة «الميادين»، بحيث تتقدم القوات في خط مواز للقرى والبلدات لتسيطر على النقاط والتلال الحاكمة لهذه القرى والبلدات التي تقع على ضفاف نهر الفرات، بدون الدخول اليها، لتصل القوات الى المناطق المقابلة لبلدة «تشرين» جنوب شرق مدينة الميادين وتعمل على تحصين مواقعها في المسافة التي سيطرت عليها بدون مقاومة تذكر من تنظيم «داعش». كما حقق الجيش تقدماً بمسافة تقدر بحوالي 20 كلم بعرض 6 كلم ليسيطر على (ارض طلعة ملحم و وادي الابيض و وادي عوينة الكشمة)، بدون دخول الوحدات القتالية الى القرى والبلدات على طول هذه المسافة المتوضعة على ضفاف نهر الفرات، لتسيطر على قرية «الكشمة» (تشرين) بعد معارك مع داعش بسبب تموضعها على طريق الميادين _البوكمال ، الوثبة الثالثة كانت بدخول القوات قرية الصالحية جنوب شرق الميادين، والسيطرة عليها بسبب تموضعها على طريق الميادين _البوكمال، ويستوجب السيطرة عليها استكمالا للتقدم، وكانت حصيلة هذه الوثبة السيطرة على الصالحية ونقطة وادي الورد وتل ملحم وشعب خعن، والتقدم لمسافة 5 كلم بعرض 6كلم. |
|