تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. سوتشي تقطع حبال الإرهاب.. وواشنطن تتراقص عليها

صفحة أولى
الخميس 23-11-2017
كتب أحمد حمادة

في الوقت الذي تبذل فيه روسيا جهودها لإنجاح الحل السياسي في سورية وتقوم بالتحضيرات المناسبة لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي فإن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها وأدواتها الإقليمية يبذلون أقصى طاقاتهم

لإفشال الحوار المزمع من جهة وتأجيج الأزمات في المنطقة من جهة أخرى عبر فتح جبهات جديدة ملتهبة علّها تدّر لهم المزيد من المليارات وغنائم الحروب والغزو.‏

فهم يسعون لافتعال صفحة عدوان جديدة على لبنان مرة، ومحاولة إدانة سورية بموضوع الهجمات الكيماوية مرة أخرى مع أنهم اعترفوا غير مرة بأن إرهابييهم هم قاموا بهذه الهجمات، ومرة ثالثة من خلال تصعيدهم المواقف بين دول المنطقة، وخصوصاً على ضفتي الخليج العربي.‏

وهم يحاولون تصعيد المشهد في أروقة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة سواء من خلال قضية تمديد عمل بعثة التحقيق المشتركة بالأسلحة الكيميائية من عدمه أم من خلال توتير الأجواء في لبنان لفعل ما فعلوه في عدة دول عربية من تدمير مؤسساتها وبنيتها التحتية ومحاولة تفكيكها، وهو ما تجلى واضحاً بقيام الجامعة العربية بإصدار بيانها الأخير سيء الصيت ضد المقاومة.‏

وكأن مهمة الجامعة تحولت من الدفاع عن الأمن العربي القومي إلى نصرة العدو الإسرائيلي، وانقلبت مهمة محاربة تنظيم داعش المتطرف وأخواته المصنفة على لوائح الإرهاب الدولي إلى مهمة الدفاع عنها والتستر على جرائمها وحماية عناصرها.‏

هي إذاً السياسات العدوانية التي تقابلها سياسات البحث عن الحل في سوتشي وغيرها لإنجاح الحوار الوطني السوري وتحضير الأفكار التي من شأنها ترسيخ الاستقرار في مناطق تخفيض التوتر والبناء على هذه الأفكار من أجل الوصول إلى حلول سياسية عملية.‏

في ظل هذا الواقع تستمر واشنطن في جهودها العدائية لتعقيد عمل بعثة التحقيق المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في استخدام السلاح الكيميائي في سورية واستخدامها لاحقاً بما يزيد من رقعة المشهد الفوضوي الذي رسخته في طول المنطقة وعرضها في السنوات القليلة الماضية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية