|
حوادث وراحت تصرخ مستنجدة بها، مدعية أن زوجها يريد أن يحرق نفسه، فانطلق أحد عناصرها وتصادف مع بعض أقاربهم في الطريق، وحاولوا بمساعدة الجوار خلع باب غرفة الزوج المطل على الشرفة، وتمكن من ذلك، ليشاهدوا الزوج قد فارق الحياة، وقد وصل الحرق لدرجة التفحم، وكانت النار لا تزال مشتعلة والدخان كثيف،وانطلقوا إلى الباب الرئيسي، وحالوا خلعه ، فلم يفلحوا، وأقدم أحدهم على كسر البلور، ومد يده محاولاً فتحه من الداخل، لكنه وجده مقفلاً، فصاح أين المفتاح؟!.. فردت الزوجة ان المفتاح في جيب الجاكيت بالغرفة الأخرى، ونادت على ابنتها الكبرى لاحضار المفتاح من غرفة شقيقاتها، وأثناء ذلك انطلق الرجل إلى باب المضافة، وتمكن من خلعه، حيث تبين أن خلفه«فاترينة» وقعت على الأرض، ثم دخل الغرفة، وتمكن من الوصول إلى الصالون من بابها الداخلي، حيث وجده أيضاً مقفلاً فعاد أدراجه، ليجد الزوجة قد تمكنت من فتح الباب بالمفتاح، فدخل الحضور الذين حاولوا إخماد النيران في الغرفة المحترقة، وعندما علم شقيق الزوج الذي حضر للتو بأن شقيقه داخل هذه الغرفة قد احترق وتفحم، خاطب زوجة شقيقه متهماً «أحرقتيه».. وعملت ما كان يدور في بالك فأجابته:« طققني وضع الحذاء في الحساء وأراد أن يطعمني».. وتم الاتصال بالاسعاف والاطفاء، ونقل المتوفى إلى المشفى ليدخل إلى قسم الاسعاف باسم مغاير لاسمه الحقيقي، ودون أن سبب الوفاة حرق بالتيار الكهربائي .. وتم الاتصال بأشقاء وشقيقات المتوفى في الخارج، فحضروا جنازته، ورغم محاولات طمس وإخفاء معالم الجريمة ،بأن الحادثة كانت مجرد قضاء وقدر.... إلا أن ابنة المغدور الكبرى/13 عاماً/ لم تتمكن من الكتمان، وراحت تحدث زميلاتها في المدرسة، بأن والدتها قد أحرقت والدها، ومنعتها من طلب النجدة... وأخذ الخبر ينتشر في الناحية بأسرع ما تنتشر النار في الهشيم... ما أدى إلى انقطاع الفتاة عن المدرسة، قطعاً لدابر الثرثرة، الأمر الذي أدى لفتح التحقيق بالحادثة من قبل مدير الناحية مجدداً... حيث ثبت من خلال وقائع هذه القضية، أن الزوجين قد أمضيا معظم حياتهما في خلاف وشجار مستمر، بسبب عطالة الزوج عن العمل وإدمانه على تعاطي المسكرات، ما أثر سلباً على خصوصية علاقته الزوجية، وخلف لديه الوهن....وقد أصبحت حياة الزوجين بسبب ذلك جحيماً لا يطاق، وأكد العديد من الشهود أن الزوجة المدعى عليها من قبل أخوة زوجها، كثيراً ما كانت تضرب زوجها، فذات مرة ضربته بسكين، وفي أخرى ضربته برجله بمقص خياطة، وفي ثالثة دفعته إلى حفرة عمقها حوالي أربعة أمتار، حتى وقع فيها، وأخرجه ابنه منها بواسطة سلم... وهكذا كانت تمضي بينهما الحياة حتى وصلت المعاناة بالزوجة إلى اتخاذ قرار بينها وبين نفسها، للتخلص من زوجها، حيث بدأت تفكر، وتقلب الأمر في ذهنها، وتبحث عن الوسيلة والوقت المناسب، وقد أفصحت في أكثر من موقف عما كان يدور في ذهنها، إذ رسمت مرة بغصن زيتون شكلاً مستطيلاًعلى الأرض، وسألت قريباتها اللواتي كن يجالسنها قبيل وقوع هذه الحادثة عن هذا الشكل، فأجبنها إنه مستطيل، ولكنها قالت لهن... هذا قبر زوجي ولما استغربن واستنكرن مسحته وادعت أن ذلك كان على سبيل المزاح... وبعدها بأيام وجهت سؤالاً لاحدى قريباتها، عما إذا كانت شقيقتها المتوفى زوجها حديثاً، قد التزمت بالعدة الشرعية، فأجابتها: نعم..، فاستنكرت هذا التشريع على أنه عادة، وبأنها لن تلتزم في حال موت زوجها بهذه العادة... وكانت فكرة التخلص من زوجها قد بدأت، تنضج في رأسها بهدوء وروية وراحة بال، حيث استقرت على إزهاق روحه باستعمال مادة مشتعلة، وراحت تمهد لتنفيذ هذه الفكرة، بخلق الانطباع بين الناس والأقارب بأن زوجها يفكر بالانتحاروحرق نفسه وأولاده، فأمسكت مرة« بدبو» مازوت المدفأة، وأخذت تلوح به وتصرخ مستنجدة أن زوجها يريد رش المازوت عليهم بغية حرقهم... فحضر شقيق الزوج الذي انطلت عليه الحيلة، وقام بصفع شقيقه على وجهه ليرده إلى وعيه... وكان المغدور حينئذ بحالة اندهاش واستغراب من هذا التصرف الذي لم يكن يجد له تفسيراً، ولم يخطر في باله حينئذ أنه مجرد -توطئة - لقدره المحتوم- وقبل يوم من موعد التنفيذ قامت الزوجة باحضار بيدون بنزين جهزته ووضعته أمام الحمام بجانب باب غرفة زوجها لحين الطلب، واحتجت بأنها قد أحضرت البانزين لغسيل السجاد، ثم راحت تفرغ الغرفة من أثاثها الثمين، مبقية فيها على فراش ولحاف وحصيرة بلاستيك « وكمدينة صغيرة»،إلى أن أزفت ساعة الصفر، وعاد المغدور من منزل شقيقه القادم من الخليج، وحضر معه ابن شقيقه ليسهر معه، وطلب من زوجته إعداد العشاء، فأحضرت لهما حساء العدس والخبز المحمص، وكان المغدور يتناول المشروبات الروحية وهو يتابع مع ضيفه الأخبار، وأثناء ذلك وقعت مشادة بينه وبين زوجته لأنه لم يغسل يديه، وأخذا يتبادلان السباب والشتائم، حيث بصقت أمام الضيف عليه وسمعها تقول له « والله ستموت على يدي»... وبعد انصراف الضيف عقدت العزم على تنفيذ ما خططت له، ومنعت ابنتها الكبرى من المبيت عند أبيها، بحجة أنها ترغب بالمبيت عنده الليلة، وكانت ترتدي لباس النوم، فطلبت ابنتها منها أن تشاهد التلفاز، فأمرتها أن تأخذه من غرفة أبيها إلى غرفة شقيقاتها ثم سمعت ابنتها ت جدد الشجار بين والديها، إذ أقدمت أمها على ضربه بفردة حذائها، فقام والدها بوضعها في الحساء وسمعته يطلب من أمها أن تسقيه الحساء بها... وعلا صوت الشجار بعد أن ضرب والدها والدتها... وسمعته يقول لوالدتها بعد أن أعطاها سكيناً اقتليني بها إن أردت... ونامت الفتاة على صوت الشجار بين والديها، لتستيقظ على صوت قرع على نوافذ وجدران غرفة أبيها، واستنشقت رائحة حريق، فهبت لتشاهد والدتها واقفة بالباب وقد خلعت لباس النوم وارتدت لباس الخروج وانتعلت حذاء، فسألتها: ماذا يحدث؟ فأجابتها:« والدك حرق نفسه» وعندئذ حاولت الفتاة إنقاذ والدها، كما حاولت طلب النجدة من خارج المنزل، ولكن والدتها منعتها- كما حدثت رفيقاتها في المدرسة- عن ذلك، وقالت أنها سوف تذهب هي لطلب النجدة، ثم دخلت الغرفة قبيل خروجها، وألقت على زوجها الذي يحترق بعضاً من محتويات « البيدون» مدعية أنها تحاول إطفاءه بالماء، ولكن النيران اشتدت فيه، فزعمت أنها أخطأت بين بيدون البانزين والماء، ،ثم خرجت بمحاذاة الجدار فتبعها وهو يحترق ويستنجد بها لتطفئه باتجاه الباب الذي خرجت منه وفأغلقته سريعاً، ليصطدم بما بقي في «البيدون» الذي وقع على الأرص واندلعت محتوياته لتصدر صوتاً كالانفجار ما أدى لإسقاط طينة السقف من شدته... وعندما شعرت الزوجة أنه لا مجال لإنقاذ زوجها، غادرت البيت طلباً للنجدة، على زعم أن زوجها قد انتحر باحراق نفسه.... يذكر أن أقرباء الزوجة، حالوا بداية طمس معالم الجريمة والتكتم عليهاحرصا على عدم طلاق بناتها الثلاث في الخليج.. ولكن اعتراف ابنتها أمام صديقاتها في المدرسة قلب الأمور رأساً على عقب، وتقدم أشقاء وشقيقات المغدور بادعاء ضدها، ما أدى إلى فتح التحقيق مجدداً في هذه القضية من قبل مدير الناحية الذي بدأت محاولات التأثير عليه من أجل إغلاق هذا الملف بالترهيب حينا والترغيب بعرض رشوة لم تلق القبول... |
|