|
اقتصاديات لكن الى اليوم لا الضمان الصحي ولا التأمين ضد البطالة محقق بالرغم من اتفاق الجميع ... الحكومة ... صاحب العمل ... والعامل نفسه. وفيما الحيرة مازالت سيدة الموقف في كيف ومتى ومن يمول الصندوق تتجه دول العالم على خلفية تداعيات الازمة المالية العالمية نحو اتباع سياسات تحفيزية على الضرائب والاستثمار والتأمين ضد البطالة وغيرها لمواجهة مشكلة المسرحين والعاطلين والداخلين الجدد الى سوق العمل. إعادة نظر يطرح مسلسل افلاس بعض الشركات الكبيرة في مدينة حلب تساؤلات عن مدى تأثير ذلك على الاقتصاد الوطني خصوصا لجهة تسريح اعداد كبيرة من اليد العاملة وخروجها من دائرة الانتاج وتحويلها الى رقم يضاف الى ارقام البطالة المتزايدة خاصة اذا علمنا ان تلك الشركات كانت تشغل نحو 2500 عامل بغض النظر عن رواتبهم هذا الواقع يعيد اليوم صياغة المهمة التنموية التي وضعت على عاتق القطاع الخاص باعتباره المسؤول عن تأمين الاستثمارات المطلوبة وتأمين فرص العمل بعد ان تحولت مكاتب التشغيل الى مكاتب احصاء وهيئة تشغيل البطالة الى هيئة ادارية اكثر من كونها اقتصادية. ومن المعروف ان الازمة احيانا تخلق اولويات وتدفع في اتجاه اتباع استراتيجيات معينة فالتأمين ضد البطالة جاء في بعض الدول الاوروبية في اعقاب الازمات الاقتصادية التي مرت بها تلك الدول محليا اصبح موضوع التشغيل والبطالة مطروحا على اجندة المرجعيات الاقتصادية وان بعض القضايا المتعلقة بمعالجة مشاكل البطالة بدأت تأخذ طريقها الى الحل غير ان موضوع التأمين ضد البطالة لا يزال في الادراج وان كانت الحكومة شكلت على خلفية الازمة لجنة لدراسته! وكان مقدرا للصندوق ان يرى النور في ظل اقتصاد السوق الاجتماعي فهو حاجة بمختلف المؤشرات بحسب مدير التأمينات الاجتماعية خلف العبد الله الذي اشار الى ان تأمين البطالة مطبق في جميع دول العالم وقد نص عليه القانون السوري لكن لم يتم العمل به حتى الان لاسباب كثيرة تتعلق بالتمويل فمن خلال اطلاعنا على التجارب الاوروبية في هذا المجال نجد ان الدولة لا تستطيع تحمل اعباء تأمين البطالة بمفردها فهي ضلع من مثلث ضلعاه الاخران صاحب العمل والعامل نفسه وهذا التمثيل الثلاثي موجود في كل العالم كما ان تأمين البطالة لا يعني ان تعطي الدولة رواتب مجانية للعاطلين عن العمل وهذا خطأ كبير تتبعه بعض الدول لافتا ان الدولة تدرس حاليا موضوع تأمين البطالة لتكفل حدا ادنى من الحياة الكريمة لمواطنيها. غطاء تأميني ويوفر مشروع التأمين ضد البطالة غطاء تأمينيا لفئتي المتعطلين ممن يتعرضون للتسريح من اعمالهم بالاضافة الى الداخلين الجدد لسوق العمل او الباحثين عن عمل ويتضمن المشروع انشاء صندوق للتأمينات مشتركا للقطاعين العام والخاص وتتكون اشتراكاته من الحوكمة واصحاب العمل والعاملين انفسهم بنسبة 1٪ من الراتب على ان تضمنه الحكومة. ويضمن المشروع تطبيق التأمين ضد البطالة بشكل صارم بحيث لا يصبح وضع المتعطل عن العمل وسيلة للكسب المريح علما ان المستفيد المرتقب من هذا النظام ستعرض عليه فرص العمل المتوافرة كما تعرض عليه برامج تأهيلية وتدريبية لبعض الفرص المتوافرة. الوعي أولا قد يحمل تراجع معدل النمو نتائج خطيرة على مستقبل التوظيف كما ان اعادة الانتعاش الاقتصادي لن يترتب عليها انتعاش في سوق العمل على المدى القريب والمتوسط والمشكلة تكمن في تزايد معدلات البطالة وحالات الصرف من العمل بعد مرور عام على الازمة الاقتصادية العالمية من هنا القناعة بجدوى برامج الانفاق في ميادين تنعش سوق العمل وترفع الانتاجية وربما كان صندوق تأمين البطالة احدها. لكن ذلك يحتاج اولا حسب مدير التأمينات الاجتماعية الى وعي تأميني من قبل صاحب العمل باهمية تأمين البطالة وبانه ضرورة حتمية لبناء مجتمع سليم ومعافى وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد سواء اكان صاحب عمل او عاملا لافتا الى ان تمويل الصندوق يتم من الاشتراكات التي تقطع من العامل وصاحب العمل وكلما كان هناك التزام من جميع الاطراف تكون الصناديق التأمينية في وضع افضل وتكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية. ماذا بعد؟ في كل الاحوال لابد بعد اليوم من تحديد الخيارات فالضمان الصحي وتأمين البطالة هي تأمينات يجب صياغة السياسات الخاصة بها جديا وربما رصد الحكومة مؤخرا لاعداد المسرحين والعاطلين عن العمل كان وراء الاستعجال في تشكيل لجنة لدراسة الصندوق للخروج من المأزق وليت لا تبقى اللجان لجاناًَ!! |
|