تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شعبان:القضايا العربية والإسلامية تظهر في الإعلام الغربي بطريقة مشوهة

دمشق
سانا
أخبـــــــــــار
الثلاثاء 8-12-2009م
قالت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية ان القضايا العربية والاسلامية تظهر في الاعلام الغربي بطريقة مشوهة جدا فهناك جمع بين الجهل والاستهداف للعربي والمسلم في الاعلام الغربي والحقيقة ان الاعلام في الغرب اصبح مملوكا في السنوات الاخيرة لمجموعة من الشركات المادية المرتبطة ببرامج رأسمالية والى حد كبير صهيونية.

وأسفت شعبان في حديث للفضائية السورية الليلة الماضية لان العرب لا يمتلكون وسائلهم للاعلام ولا وكالات انباء تنشىء الخبر من وجهة نظر عربية أو على الاقل من وجهة نظر واقعية.‏‏

وقالت شعبان نحن نعلم ان كل هذه الامور سياسية لان قضيتنا في الشرق الاوسط سياسية والصراع العربي الاسرائيلي هو صراع سياسي ولكن الاعلام الغربي بمالكيه المغرضين الخصوم للحق العربي يأخذون الاعلام نحو قضايا دينية احيانا وقضايا تتحدث عن الارهاب مع استهداف المسلمين والعرب على انهم ارهابيون واستطاعوا ان يصوروا الصراع العربي الاسرائيلي وكأنه صراع ضد المسلمين أو أنه صراع يستهدف اليهود وهذا كله نشاز عن تاريخ هذه المنطقة على الاقل التي هي مهد الديانات الثلاث.‏‏

وأضافت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية ان اتباع هذه الديانات الثلاث عاشوا بوئام ومحبة لالاف السنين ونحن حين نرى في الغرب هذا التمييز ضد العرب أو ضد المسلمين نستغرب لاننا عشنا في المنطقة وبالنسبة لي كامرأة مسلمة انتمي الى الكنيسة كما انتمي الى الاسلام لان اجراس الكنائس هي جزء من وجودنا وحياتنا كما ان الاسلام جزء من حياتنا وحتى في القرآن الكريم التوجه للناس حيث قليلا ما يخاطب الله سبحانه وتعالى المسلمين بالقول ايها المسلمون بل يخاطبهم بالقول ايها الناس وايها المؤمنون وهؤلاء هم من كل الديانات فالاله هو اله واحد وهذا ورد في القرآن كثيرا ولذلك نحن كعرب وكمسلمين نستغرب ان يرى الغرب في الحجاب أو في الجامع أو المسجد ظاهرة خطيرة والاعلام الغربي بمجمله لا يصور قضايانا على حقيقتها على الاطلاق.‏‏

وقالت شعبان ان هناك مثلا صغيرا ولكنه كبير بمعناه هو انهم دائما يتحدثون عن نجاحاتهم أو اخفاقاتهم في العراق أو في افغانستان ولكن من يتحدث عن مليوني يتيم ومليون شهيد ومليون ارملة في العراق وهذه ليست مجرد ارقام بل هي حياة بشر وناس دمرت حياتهم بسبب الاحتلال الامريكي للعراق وافغانستان.واشارت شعبان الى ان حياة كل انسان مقدسة ولكن حياة الانسان العربي في نظر الغرب لا قيمة لها على الاطلاق ولا تعامل كأنها حياة مساوية لحياة أي انسان اخر.‏‏

وقالت شعبان ان الاعلام اليوم هو سلطة اولى ولم يعد سلطة ثانية فماذا نعرف عن اي صراع أو اي قضية في العالم سوى ما يوصله الينا الاعلام بل أصبح الامر اكثر خطورة من ذلك فماذا نعرف عن الشعوب المظلومة والمقهورة وماذا نعرف عما يعانيه الشعب في باكستان او في افغانستان الا من خلال ما يأتينا به الاعلام الغربي وهذه مصيبة كبرى فالاعلام الغربي يتحدث بما يجري في اليمن والعراق وفلسطين واصبح صلة الوصل حتى بين الشعوب المقهورة وهذا امر خطير جدا.‏‏

ورأت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية ان الخطورة ليست فقط اننا نقرأ الاعلام الغربي الذي تغيب عنه حقيقة الصراع العربي الاسرائيلي وذلك ليس بالصدفة فهناك طبعا من يخطط لهذا الاعلام ماذا يكتب وكيف ينشر وكيف يرسم صورة المسلم والعربي.‏‏

وأضافت شعبان ان الخطورة ليست فقط انهم لا يكتبون عنا ولكن الخطورة انهم يشوهون كل هذا التاريخ وكل هذه الحضارة والقيم فلا يوجد اي شيء من قبيل الصدفة فكل هذا مخطط له ومرسوم حول كيفية ظهور صورة العربي في الاعلام الغربي وكيف تظهر صورة المسلم وكيف تظهر صورة المرأة ونحن نتذكر حين قاموا باحتلال العراق وكيف كان أحد المواضيع ان القوات الامريكية تأتي كي تحرر المرأة العراقية وتصبح في وضع افضل.‏‏

وقالت شعبان ان تدمير غزة وتدمير فلسطين وسرقة الآثار في الجولان واغتصاب ارضه وكلها غير موجودة في الاعلام الغربي ونحن من جهة نلوم الاعلام الغربي ولكن من جهة ثانية يجب ان نتوجه الى انفسنا.‏‏

وقالت شعبان نحن كعرب يجب علينا ان نكون انشط في ابراز قضايانا في العالم الغربي وخاصة اليوم في عصر الانترنت ووجود الامكانية بان تكون هذه الحقائق موجودة على مواقع الكترونية اذا لم تكن لدينا قنوات تلفزيونية أو جرائد في الغرب. ورأت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية ان العالم العربي يشهد تراجعا فكريا مرعبا فنحن الذي يمنعنا هو عدم وجود الانتاج الفكري الحقيقي يعني هناك تراجع في كل العالم العربي سواء في مستوى الجامعات او وجود مراكز ابحاث مختصة فمن هو الذي يقدم هذه المعلومات المغلوطة للاعلام الغربي عن قضايانا انها مراكز ابحاث مختصة متصهينة تزور وتشوه الحقائق وتنشرها عنا فما هو الحل.. والجواب ايجاد مراكز ابحاث مختصة على الجانب العربي تقدم القضايا العربية من وجهة نظر عربية.‏‏

وقالت شعبان ان هذا الامر يحتاج الى مقاربة مختلفة ويحتاج الى المال والجهد والمفكرين والكتاب الذين يكرسون وقتهم لهذا الامر فهنا التقصير الاساسي الذي هو تقصير فكري وبحثي وانتاجي في الفكر والمعرفة والمعلومة لان اهم ما في الاعلام هو المعلومة والفكرة والمحتوى وبمجرد وجود المحتوى يمكن ان يصنع الانسان إعلاما.‏‏

وقالت شعبان ان الاعلام لم ينقلب على نفسه وانما أصبح الان مسخرا لقضايا يؤمن بها ويريد تحقيقها مالكوا هذه الوسائل الاعلامية بمعنى ان هناك مالكين لهذه الوسائل الاعلامية ملتزمين بخط متصهين يريدون ان يبرزوا قضية الصهيونية فحين يقتل أي اسرائيلي تقوم الدنيا ولا تقعد في الاعلام الغربي وذلك لان هذا الاعلام ملتزم بقضايا الصهيونية وبما تريده اسرائيل ولذلك هو لم ينقلب على نفسه وانما يخدم قضية من وجهة نظره وهي الاستيطان والاستعمار وابادة الفلسطينيين وتشويه صورة المسلمين لان هذه هي قضيته وهو يخدمها.‏‏

ورأت شعبان ان المشكلة هي ان الاعلام الغربي أوصل المواطنين العرب الى درجة من الاحباط حيث يشعرون انهم لا يستطعيون فعل شيء وهذا الاعلام يهول من قدرة العالم الغربي فالعالم الغربي ليس بهذه القدرة كما اسرائيل ولكن احدى مهام هذا الاعلام هو تهويل قدرة الغرب وخصومنا واحباط العرب واقناعهم انهم غير قادرين على فعل شيء وهذا غير صحيح فالعرب قادرون على فعل أشياء كثيرة اذا امتلكوا الارادة والجرأة وخرجوا من حالة الاحباط واليأس وامنوا ان كل واحد منهم قادر على فعل الكثير من خلال الاعتماد على قوتهم والاعتزاز بحضارتهم وأنفسهم.‏‏

وقالت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية انه اذا كانت المنطقة العربية لا قيمة لها فلماذا هذا التكالب عليها فالمنطقة العربية هي مهد الديانات والحضارات ونحن اخترعنا الابجدية والنوطة الموسيقية والعرب قدموا الصفر للعالم ولديهم حضارة هائلة نعتز بها وتاريخ مشرق ولكن ما نحتاجه هو ان نعيد احياء هذه الثقة بالذات وبالحضارة وبالتاريخ وان نضع آليات العمل المناسبة التي تمكننا من مواكبة ما يفعله العالم.‏‏

وأضافت شعبان نستطيع ان نعيد للحقائق لغتها وان نواجه هذا التضليل الاعلامي حيث ان هذا الامر سهل بالنسبة لوسائل الاعلام العربية لافتة الى ان تحرير الخبر هو أمر هام بالنسبة للاعلام العربي واعادة صياغة الخبر من منظور عربي فالمشكلة للاسف ان معظم وسائل الاعلام العربية لا تحرر الخبر ولا تعيد صياغته من منظور عربي مع هذا التدفق للمعلومات.‏‏

ورأت شعبان ان المشكلة كبيرة جدا حيث لم تعد هناك استقلالية فالاعلام في العالم كله اليوم هو اعلام سريع وسبب تدفق المعلومات هو ان قلة من الصحفيين يجرون بحثا ويدققون ويحققون بالوقائع وخاصة ان وكالات الانباء محصورة بأيد معينة تبث ارقاما وأخبارا تخدم قضاياها وتخدم الهدف الذي وجدت من أجله وهنا وجدت الخطورة لان الخطورة لم تعد فقط في منبع الخبر أو في البلدان التي تمتلك وسائل الاعلام هذه فالعالم اليوم هو قرية صغيرة حيث ينتشر الخبر في كل انحاء الارض ولتصحيح هذا الخبر يجب مخاطبة كل انحاء الارض ولذلك فالحل هو ان تكون لدى العرب وكالة أنباء خاصة بهم تنشىء الخبر وقبل ذلك يقوم الاعلاميون العرب بتحرير الخبر.‏‏

وقالت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية انه سيبقى الرأي العالمي مستعمرة من مستعمرات الغرب الى أن نبدأ نحن ونعيد امتلاك ذواتنا وفكرنا ونصبح منتجين للفكر وليس مستهلكين فقط والمهم هو من يأخذ الفعل في العالم العربي وخير مثال على ذلك موقف سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد فكل هذه الضغوط على سورية وحتى في أوج وجود الادارة الامريكية السابقة وحروبها أخذت سورية والرئيس الأسد موقفا وبقيت متمسكة بمواقفها فهذا القرار هو الذي جاء الان بنتائج جيدة لسورية.‏‏

وأضافت شعبان ان السر الكبير وراء نجاحات السياسة السورية هو رؤية الرئيس الأسد وصموده رغم كل الضغوط التي مورست على سورية منذ عام 2005 ووضوح هذه الرؤية والقرار الاستراتيجي ان المقاومة أقل ثمنا من الاستسلام وهو الموقف الذي عبر عنه الرئيس الأسد في كانون الاول عام 2005 على مدرج جامعة دمشق وكان المفتاح الذي أوصل سورية الى هذه النجاحات وهذا المقياس السياسي يمكن ان يكون قدوة يحتذى في المجال الاعلامي بأن نخلق فضاءنا الخاص بنا وبقضايانا وان نعيد الاعتبار لمصطلحنا والا ننسخ ما يقوله الاخرون.‏‏

واوضحت شعبان ان هناك مركزية غربية في اصدار وتصنيع المعلومة وهذا الامر يوجب علينا أن نخترق هذه المركزية وأن نضع معلوماتنا على الشاشة سواء شاشة الكمبيوتر أو شاشة التلفزيون أو في الجريدة أو في أي مكان ولكن لا بد لنا الان أن نفكر كيف نوصل صوتنا ومعلوماتنا الى العالم لان هذا الامر بغاية الجدية والضرورة.‏‏

وقالت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية لو أخذنا غزة على سبيل المثال.. من يعلم في العالم ماذا يجري في غزة.. فقط يعلمون عندما يكون هناك حدث أو انفجار وحتى عندما يستشهد فلسطيني وكل يوم هناك فلسطيني يستشهد في غزة أو في فلسطين لا نستطيع حتى في اعلامنا العربي أن نعلم من هو الذي استشهد ولقد شاهدنا في الاخبار شابا فلسطينيا يدهسه مستوطن اسرائيلي بسيارته.. كم من وسائل الاعلام رددت هذا الاسم وجعلته معروفا للعالم بمعنى أن هناك أساليب سهلة وبسيطة ولكنها مؤثرة ونحن لا نتبعها في ايصال صوتنا الى الاعلام العالمي.‏‏

واضافت شعبان ان فكرة أن الغرب هو الديمقراطي وهو المتسامح وأن يكون هناك استفتاء لمنع المآذن أمر مستغرب ولكن هذه الفكرة عن الغرب المتسامح أيضا هي فكرة صنعها الاعلام الغربي لافتة الى ان العنصرية ضد المسلمين كانت موجودة في الغرب في وقت ما وهي لم تختف بشكل كامل على الاطلاق وهي الان تظهر بمظاهر جديدة.‏‏

وقالت شعبان ان منع مئذنة بالنسبة لنا في سورية حيث الجامع والكنيسة يتعانقان منذ الازل انه قرار مستهجن وكما قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز هو بدون شك قرار تمييز عنصري ضد المسلمين.‏‏

واضافت شعبان ان الفلسطينيين يريدون أن يصلوا في المسجد الاقصى وان جنود الاحتلال يأتون ومعهم الكلاب ليمنعوا هؤلاء المسلمين من الصلاة ومع ذلك تسوق هذه الصورة في العالم الغربي وكأن الاسرائيلي يدافع عن نفسه بمعنى أن التناقض رهيب بين انسان أعزل من السلاح ذاهب للصلاة في المسجد الاقصى وبين مستوطن ومستعمر مدجج بالسلاح يستخدم الكلاب ويعتلي الخيل ويعتدي على النساء والاطفال والرجال ومع ذلك لا يرى الغرب أن هذا اعتداء سافر على حرية الانسان وكرامته.‏‏

ورأت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية ان هذه الحملة ضد المسلمين وضد الاسلام وضد المآذن الان تستعر نتيجة وجود ظاهرة ايجابية لصالح العرب والمسلمين وهي ظهور حركات في الغرب تنادي بمقاطعة اسرائيل وبتبني تقرير غولدستون وبمعاقبة الاسرائيليين على جرائمهم التي ارتكبوها ضد الفلسطينيين ولذلك هم يحاولون التغطية على هذه الظاهرة الايجابية بالتصعيد ضد المسلمين مشيرة الى ان سويسرا المعروفة بحريتها المصرفية لا تستطيع أن تتحمل مئذنة وقالت.. علينا أن نعيد قراءتنا للغرب ولديمقراطيته ولحريته وأكبر نموذج لدينا للديمقراطية الغربية هو العراق وما أتت الينا به وأن نعيد التركيز على ذواتنا والثقة بذاتنا والانطلاق منها.‏‏

وقالت شعبان ان كثيرا من الافكار التي تتكون لدينا عن العالم الغربي نأخذها من اعلامه وهو يبث الصورة المشرقة ولكن المجتمعات الغربية كمجتمعاتنا لديها مشاكل ربما من نوع اخر.‏‏

وحول المشهد الاقليمي ومستقبل المنطقة اكدت شعبان ان الدور الذي قامت به سورية بقيادة الرئيس الأسد غيرت من المشهد الاقليمي فالقرار الاستراتيجي بالعلاقة الاستراتيجية مع تركيا والعلاقة مع ايران فتحت آفاقا جديدة للعالم العربي اذ نجد أن الاردن قد الغت الفيزا مع تركيا وان ليبيا الغتها ايضا وان دولا أخرى تطمح الى ذلك.‏‏

واعتبرت شعبان ان المشهد الاقليمي الان أفضل من قبل حيث توجد محاولات خلق وحدة اقليمية اقتصادية وسياسية وبشرية وهذا أمر مهم لان العالم يتجه اليوم باتجاه التكتلات الاقليمية مشيرة الى ان هذه التكتلات الاقليمية قد تجد انه من المهم ان تتواصل مع بعضها فإذا تخيلنا تكتلا اقليميا في الشرق الاوسط بين العرب وتركيا وايران يفتح قناة مع اسيان ومع ميركوسور فان هذا يمكن التكتلات الاقليمية من كسر المركزية الغربية التي تحدثت عنها واعتقد ان هذا هو المستقبل.‏‏

وختمت شعبان بالقول.. ان سورية تنعم برؤية الرئيس الأسد وبمكانة سورية في هذا الاقليم فسورية لاعب أساسي في المنطقة ولا يمكن لاحد أن يتجاهل هذا الامر وطموحاتها ان تكون اللاعب الاساسي في احقاق الحق العربي ليس فقط في الجولان وانما في فلسطين وان يتعافى العراق مما حدث له.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية