|
ملحق ثقافي
بناء على اشتقاقها من الادبيات المهتمة بالمجتمع الليبي من منظور تاريخي اجتماعي بنائي ، الى جانب البحث عن صورة الهوية الاجتماعية لها في النص السردي الروائي النسائي الليبي. ومن منطلق الفرضية التي تؤكد على أن التحولات البنائية الاجتماعية الثقافية تعمل على تفكيك المحددات التقليدية لتشكل الهوية «القوالب الجاهزة والتقاليد الموروثة « وذلك باحلال انماط جديدة «الخصائص المتفردة والاحساس بالحرية». فإن الدراسة سعت إلى الإجابة عن تساؤل رئيسي يقول: هل أصبحت المرأة الليبية أكثر حراكاً وقدرة على ادراك الهوية الذاتية واعادة تشكيل تصورها عن نفسها حتى الوصول الى هوية اجتماعية أكثر حداثة؟ وللأجابة عن تساؤل الدراسة الرئيسي وضعت الباحثة عدداً من التساؤلات الفرعية التالية: • هل استطاع النص السردي النسائي الليبي خلق نموذج حديث للمرأة غير خاضع لسيطرة الهوية التقليدية المتوارثة من عهود التخلف والجهل، أم انه لازال يكرس النموذج التقليدي للهوية الانثوية في المجتمع الليبي لأنه يمثل واقع حال المرأة في المجتمع؟ • هل استطاعت الاديبة الليبية التخلص من النبرة الذاتيةوالخروج من دائرة الذات النسوية المنغلقة والمحاصرة لابداعها الى رحاب اوسع نحو ذات متفاعلة وفاعلة في مجتمعها الانساني؟ • هل ساهمت الاديبة الليبية في تغيير الصورة النمطية للمرأة الليبية والتأثير في المجتمع وذلك بخلق نماذج بطلات قصصية تمثل النموذج المثالي للمرأة؟ وللأجابة عن تساؤلات الدراسة كان هناك مدخل نظري حول تشكل الهوية تضمن اشكالية التعريف بالهوية, وروافد تشكل الهوية، ثم استقراء بعض الدراسات التي تناولت المجتمع الليبي، وخاصة فيما يتعلق ببنية المجتمع،وما يتعلق بمنظومة القيم بما تحويه من عادات وتقاليد ومعتقدات للتعرف على الهوية الاجتماعية للمرأة الليبية، ومحاولة رسم صورة النموذج التقليدي لها، وذلك بتحديد سمات تلك الهوية، ثم الاستشهاد بالمجال الواقعي ومقارنته النص السردي. نتائج الدراسة • تبين من خلال القراءة المتأنية للإنتاج النسائي في المشهد الأدبي الليبي، أن مضامينه هي انعكاس واضح وجلي للواقع الاجتماعي الذي تعيشه المرأة، ولعل الاسلوبية المباشرة والتقريرية في الكتابة لدى بعض الكاتبات لأوضح دليل على ذلك. لم يستطع الانتاج النسائي الليبي تغيير صورة الهوية النمطية للمرأة الليبية كما انه لم يتمكن من خلق النموذج المثالي للمرأة بصورة واضحة. فالنماذج التي قدمها الانتاج النسائي الليبي يغلب عليها سمات الهوية التقليدية التي تعاني الظلم الاجتماعي، بالرغم من ان هناك نماذج متمردة على واقعها الاجتماعي الا اننا نجدها لازالت تعاني القهر، وتعيش ازمة مجتمعية فلاهي قادرة على الخروج من دائرة منظومة القيم الاجتماعية التقليدية او التآلف معها وتعيش صراعاً اجتماعياً فكرياً كماحدث لبطلة رواية «رواية لرجل واحد» للكاتبة فوزية شلابي وقد قدمت نموذجاً للهوية المتمردة، وبطلة رواية «الذماء» للكاتبة حسناء المشاي التي قدمت نموذجاً للهوية المتحررة، كما ان هناك انتاجاً سردياً قدم نماذج اخرى نقترح تسميتها بنموذج المرأة الحالمة والتي تكتب نصها بشاعرية، والذات في النص هو مركز الاهتمام، حتى لو حاولت الكاتبة اقحام بعض الاخرين فيه الا انهم يظلون اطراف هذا المركز، وهذا النموذج نجده مثلاً في رواية الهجرة على مدار الحمل للكاتبة رزان المغربي . •هناك تقاطع تتلاقى فيه كاتبات النصوص الروائية الذي قدمت النماذج التالية: نموذج المرأة المتمردة «فوزية شلابي» نموذج المرأة المتحررة «حسناء المشاي «,ونموذج المرأة المتطرفة «وفاء البوعيسى», ونموذج المرأة الحالمة «رزان المغربي» في انهن – ماعدا فوزية شلابي وحسناء المشاي– عشن طفولتهن وسنوات من شبابهن في بيئة غير البيئة الليبية, فهن وان كن ليبيات اب عن جد الا انهن عشن في مجتمعات أكثر انفتاحاً من المجتمع الليبي، وعندما عدن الى ليبيا لاشك انهن عانين هوة شاسعة بين البيئتين مما كان له تأثير كبير في التماهي مع النموذج الذي قدمته كل واحدة فيهن، اما فوزية شلابي وحسناء المشاي فكلاهما كانتا بحكم طبيعة اعمالهن كثيرتا السفر الى الخارج، ولا شك في ان فرصة الفتاة الليبية في السفر بحكم طبيعة العمل او الدراسة سواء بدعم من الأسرة او حتى لنفترض تمردهن على القيود المانعة من الوسط المحيط كان لها دور كبير في خلق نموذج الهوية المتمردة الذي تتماهى معه الهوية الشخصية للكاتبة نفسها. |
|