|
ثقافة
ومنذ بداية انطلاقتها الفعلية في عوالم التشكيل والتلوين، حملت لوحاتها مؤشرات التفاعل مع هذا الحلم المستمر في مشاهدات القناطر والأقواس والقباب والنوافذ والأبواب والجدران القديمة، كل ذلك في خطواتها الرامية إلى إعادة الاعتبار للأنماط والاتجاهات التي أعطت للعمارة المحلية طابعها الخاص والحميمي. البيت من الداخل وتستعيد الصياغة العفوية التي تجسد بها رموز العمارة القديمة، البيت القديم من الداخل، وما يحتويه من عناصر حميمية، فأحواض الورود والزهور والأشكال النباتية المختلفة والنوافذ والأبواب والكراسي تتواصل في لوحاتها بطرق جديدة، وتبدو مرسومة من زوايا متعددة، منخفضة ومرتفعة وقريبة وبعيدة.
هكذا تصبح أحواض النباتات المنزلية وسيلة وخطوة لكشف الإحساس أو طريقة لزيادة روابط العلاقة مع المدينة القديمة، وهي تمد لوحاتها بثمرات خبراتها التقنية المتراكمة للوصول إلى العجائن اللونية الكثيفة القادمة من الإحساس الحيوي بجمالية اللوحة التشكيلية الحديثة والمعاصرة والإمساك بصياغة عفوية قابلة للبوح التعبيري، الذي يكسر رصانة البنى الهندسية سواء انحصرت داخل مساحة لونية زخرفية أم معمارية أم نباتية. إنه الارتجال الذي تجسده في حالات التكوين والتلوين ويبعدها مسافات عن الاشارات الواقعية المباشرة، ويدخلها بالتالي في الحركة التعبيرية للون، على أساس أن هواجس التركيز على مظاهر اللمسة اللونية التلقائية تندرج ضمن إيقاعات البحث عن جمالية تشكيلية عصرية تلغي الرتابة والرزانة الزخرفية، وتبقي فقط على الإيقاعات البصرية المعبرة عن إشراقة الحالة الداخلية المجسدة بالتعبير اللوني الحر، الذي يفسح المجال لإثارة التساؤلات والتأويلات، وذلك لأن الكثافة اللونية التي تصوغها في مساحات لوحاتها تشكل فسحة للتأمل ولترداد صدى الإيقاعات التي تولدها تقنية وضع المادة اللونية الزيتية في المدى التصويري من منطلق المفاهيم الثقافية الجديدة، التي تعطي اللوحة دلالات لامتناهية من المعاني المرتبطة بموسيقا اللون وإيقاع الخط وأثر الحالة الداخلية، وإلى آخر ما هنالك من تعابير جمالية وتشكيلات وجدانية. احتمالات تعبيرية هكذا نجد الزخارف والقباب والجدران والأبواب والنوافذ القديمة تتداخل في أحيان كثيرة مع الكراسي والأزهار، كل ذلك بصياغة لونية عفوية تبعد اللوحة عن الزخرفة التزيينية والتقليدية، وتدخلها في إطار اللوحة الحديثة التي تضفي المزيد من التلقائية والعاطفية على حركة الأشكال المرسومة، وهذا يفتح نصوص مساحاتها التشكيلية على احتمالات تعبيرية, ويحرك عناصر اللوحة بإضافات لونية متحررة ولمسات كثيفة ومرتبطة بالحالة الداخلية التي تعيشها أثناء إنجاز اللوحة. وهذا يعني ان ليلى طه تستخدم زخرفة لونية على قدر من الحرية والتنويع التقني، فمرة تستخدم المساحات الشفافة أو المسطحة، ومرة ثانية الناتئة أو النافرة، وهي في ذلك تستخدم مواد لونية بدرجات متفاوتة من السماكة في اللوحة الواحدة. وإذا كانت اللونية العامة تتجه إلى الشاعرية البصرية، فإن ما نلاحظه من غنائية في تباينات السماكات اللونية، يجعل الحركة حاضرة داخل عالم اللوحة. فهي في لوحاتها تعالج عناصر مستمدة من التراث العربي المعماري والزخرفي بحيث نجد الزخارف والجدران والأبواب والنوافذ القديمة تتداخل في أحيان كثيرة مع الكراسي والأزهار، كل ذلك بصياغة لونية عفوية تبعد اللوحة عن الزخرفة التزيينية والتقليدية، وتدخلها في إطار اللوحة الحديثة التي تضفي المزيد من التلقائية والعاطفية على حركة الأشكال المرسومة، وهذا يفتح نصوص مساحاتها التشكيلية على احتمالات تعبيرية, ويحرك عناصر اللوحة بإضافات لونية متحررة ولمسات ناتئة مرتبطة بالحالة الداخلية التي تعيشها أثناء إنجاز اللوحة. facebook.com adib.makhzoum |
|