|
رؤية ولا أشعر أنني ملك ذاتي إلا عندما أحمل الكتاب بين يدي وأسافر في بحر الكلمات لأجد نفسي مع نفسي.. وفي كل مرة يقاطعني زوجي ويسألني ماذا تقرأين..؟! وقبل أن أجيبه أضحك وأعرف أنه سيقول لي تقرأين ذنوبك، وفي كل مرة أخبره أنت حكيم دون أن أفسر له السبب، واليوم قررت أن أخبركم وأخبره على الورق... أتذكر في مقولة تقرأين ذنوبك الأسطورة اليونانية لأهالي (أقريطش) عندما طلبوا من إلههم المشتري أن تكون أفراحهم موازية لأحزانهم، فأخبرهم إلههم أنه سيحقق لهم تلك الأمنية على أن يوافوه بعد أسبوع وكل منهم يحمل بين كتفيه عدلاً لأحزانه وعدلاً آخر يحمل فيه أفراحه... وصل الجميع في اليوم المحدد ملوكاً ونبلاء ومن عامة الشعب، لاحظ إلههم كيف أن حجم العدول في تفاوت كبير وأخبرهم أنه بعد وزن تلك العدول سيسقط من عدول الأحزان الوهمية والتي هي من صنع أيديهم، وسيضيف إلى عدول الأفراح ما أسقطوه سهواً ونسياناً، وما أكثر ما سقط منا ونسيناه حين غمرنا الحزن، لكن ذلك لا يعني أننا لم نكن في يوم من الأيام نعيش الفرح والجمال، وما نمر به ليس إلا حالة عابرة علينا أن نعبرها بثقة أننا قادرون على الفعل والنجاح وصنع الغد الذي نطمح إليه. حالات من الرضا وعدمه تطالعنا هنا وهناك، ولا أحد يبحث في سبب رضاه من عدمه.. موازين الأحزان الوهمية تسيطر.. ومفارقات كبرى تستلزم تأملاً واستغراقاً كبيراً لأنفسنا مع أنفسنا لاستشراف عدل الأفراح حتى لا نكون فريسة لعدل أحزاننا وأوهامنا ونرجيستنا واستغراقنا في رغباتنا وجهل معرفتنا لما نمتلكه من عدل الأفراح... |
|