تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رسائل أوباما إلى المجلس العسكري في مصر

هيرالد تريبيون
ترجمة
الأربعاء 8-2-2012
ترجمة : غادة سلامة

شـــكلت المساعدات الماديــة التي كانت تقدمها لمصــر كل هـــذه الســـنين جـــــزءاً لا يتجزأ من هذا الدعم 0 أمريكا التي اعتبرت مصر طوال الفترة الماضية ورئيسها السابق حسني مبارك حليفاً اســـتراتيجياً لــها فـــي المنطقة بإخلاصه في تعامله مـــــع أمريكا وإسرائيل .

لقد التزم الرئيس حســــــني مبارك ومعه مصر باتفاقية الســــــلام التي وقعتها عام 1979 التزاماً كاملاً رغم معارضة الشـــعب المصري لها 0 أما اليوم فان الولايات المتحدة تعتبر مساعدتها لمصر ضرباً من المجازفة0 في حديث للرئيس الأمريكي اوباما مع رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي (ثلاثة عقود مرت أي ما يعادل ثلاثين سنة ولم تبخل الولايات المتحدة يوماً على مصر في دعمها بكل الوسائل) 0 وقد حمل كلام الرئيس الأمريكي الكثير من التحذير للمجلس العسكري ولحكام مصر الجدد أن قراراً جديداً قد يصدر عن الكونغرس الأمريكي بقطع المساعدات عن مصر ولو بشكل مؤقت لأن أمريكا لم تعد لديها ثقة بالمسؤولين المصريين الجدد، وهل هم يسيرون على درب الرئيس السابق حسني مبارك في سياساتهم الخارجية؟ وهل سيلتزمون بالمعاهدات التي وقعت مع إسرائيل ؟ ورغم التطمينات التي قدمها المشير طنطاوي للرئيس الأمريكي إلا أن اوباما أكد له أن استصدار قرار جديد من الكونغرس باستمرار إرسال المساعدات المالية لمصر هو في غاية الصعوبة لأن الأوضاع في مصر غير مستقرة وحتى إن استقرت الأوضاع فإن الولايات المتحدة لا تثق أبدا في الإسلاميين الذين حصدوا اكبر نسبة تمثيل في البرلمان المصري، فالشعب المصري أصبحت له الكلمة الفصل في توجيه السياسة الداخلية والخارجية لمصر وهو معروف بمعاداته لإسرائيل وأمريكا التي صرفت أكثر من بليون دولار ثمن لتوقيع مصر معاهدات سلام مع إسرائيل، وقد حاولت الولايات المتحدة إرضاء الحكام السابقين لمصر وحثهم على توقيع معاهدة كامب ديفيد والتي ظلت سارية المفعول حتى نهاية حكم مبارك.‏

لقد فقدت الولايات المتحدة بفقدانها حسني مبارك حليفاً قوياً لها في المنطقة لايمكن تعويضه بسهولة وليست لديها ثقة بالقادمين الجدد إلى سدة الحكم في مصر وربما يسلك هؤلاء سياسة مختلفة عن سياسة الرئيس السابق حسني مبارك ومن غير المعقول أن تغامر أمريكا بتقديم معونات لأناس لا يلتزمون معها بمعاهدات السلام مع إسرائيل 0 فالولايات المتحدة خفضت نسبة تمثيلها الدبلوماسي مؤخراً في مصر وعلى غير العادة كما أنها طالبت الكثير من رعاياها وخبرائها المتواجدين في مصر بمغادرة مصر نتيجة لإحداث العنف والاشتباكات التي سادت مصر الشهر الماضي، كما أنها وجهت انتقاداً حاداً لبعض المتطرفين الذين حاولوا استهداف المسيحيين في أحداث ماسبيرو.‏

ادارة اوباما تعارض القيود التي وضعها الكونغرس الأمريكي على المساعدات المقدمة لمصر والعلاقات المصرية الأمريكية تواجه تحدياً كبيراً وهناك انقسام يسود الولايات المتحدة الأمريكية تجاه مصر بعد ثورة 25 كانون الثاني، فمصر اليوم ربما ترفض كل قيودها مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وما بعض الحوادث الجانبية التي استهدفت بعض الأمريكيين إلا دليلاً على تغير مسار السياسة المصرية والمجلس العسكري والعسكر يتمنون استمرار العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ولكن المجلس العسكري يتحرك حسب ما يريده الشارع المصري، والمجلس العسكري بوضعه الحالي ومن ناحية سياسته الخارجية هو الوجه الآخر لسياسة الرئيس السابق حسني مبارك ولكن بعد تسليمه لسلطة مدنية فإن الأمر قد يتغير، وهذا ما تريد أن تعرفه الولايات المتحدة حتى تقرر ماذا ستفعل بشان مصر 0‏

 بقلم ستيف لي مايرز وديفيد كير بترك‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية