|
فضائيات إنها الحجارة التي رشق بها الشاعر الفلسطيني المقاوم «محمود درويش» أعداء وطنه المحتل, وضمن برنامج «القدس في البال» على «الفضائية السورية» التي استشعرناها ترشق أيضاً كل من تآمر وغدر وخان الوطن السوري, مستعينة بحجارة الشعر التي قذفها «محمود درويش» على ضمير كل من لم يعرف بأن «دمشق» هي منبت الجنود الأبطال, الكواكب الذين قال عنهم: «دمشقُ الندى والدماء.. دمشقُ العرب.. يحملكِ الجندُ فوق سواعدهم.. يسقطون على قدميكِ كواكب.. كوني دمشقَ التي يحلمون بها.. فيكون العرب..».. ثقافتها ذكية حتماً سيوافق كل من تابع النجمة «سلاف فواخرجي» على قناة (OTV) وضمن برنامج (فيس بروفيل) على أن الفنان الحق, ليس من يستعرض إمكانياته من خلال تعدُّد إطلالاته وإنما من يمتلك من الثقافة المنوَّعة والذكية ما يجعل وجوده يطغى بل ويطيح بكل من لا تتعدَّى ثقافته «دوره» الذي لا يمكن أن يمنحه إلا الهوية الفنية.. في البرنامج, أطاحت «سلاف» أيضاً, بكل من حاول إحراجها واستهداف ثقافتها وموقفها من وطنها, لتؤكِّد وللمرَّة التي ليست الأولى أو الأخيرة, بأنها تستحقُ فعلاً لقب «سيدة الفن الذكية».. الاتجاه الأعرج.. من الملاحظ أن إصرار غالبية الفضائيات (المستعربة) على توجيه بثها حسب اتجاه إبرة الحياكة العمودية جعل برنامج (الاتجاه المعاكس) الذي مازالت قناة «الجزيرة» تعتقد بأن إبرته أكثر من داهية, يعرج لولبياً وعشوائياً وفي كل الاتجاهات التي أحالتها إلى قناة «الحبكة الواهية».. إنها بذلك لم تفقد ماكينة حياكتها جدواها فقط وإنما أيضاً جعلت غرزاتها لا تُحيك إلا ما أحيكَ لذاك الملك وفي قصة «الأردية العارية».. معوذات للمصطلحات هي مصطلحات لم نكن نسمع بها قبل أن تكشف الشعوب العربية عن عوراتِ حريتها التي حرَّضتها على كشفها (الفضائيات العبرية). الفضائيات التي تصرُّ أن تطلق وعلى مدار ما تحمل من بشاعةٍ, كلمات مثل: تخريب.. قتل.. تنكيل.. خطف.. تعذيب.. تفجير.. مجازر.. مقابر.. إبادة.. أشلاء.. إرهاب.. وغيرها من المصطلحات التي مازالت تبحث لها عن أرباب.. فهل رأيتم أروع من هكذا مصطلحات, وفي عصر العولمة الذي حوَّل الإنسان إلى عدد؟.. بالنسبة لي لم أرَ ما يضطرني لإحاطة هكذا عولمة بالمعوذات, ودون أن أتوقف عن ترديد: «.... ومن شرِّ حاسدٍ إذا حسد».. الديمقراطية المخزية.. بين حينٍ وحين, تعرض قناة «الشعب» التجريبية فيلماً مترجماً ومصوراً عما اقترفته ديمقراطية الجنود الأميركيين في العراق, وتحديداً بحقِّ سجناء أبو غريب, ما يستفزّنا ويدفعنا لإرفاق ما حقَّقته الديمقراطية المخزية بسيلٍ من اللعنات . تماماً كما نفعل كلَّما شاهدنا نتائج ثورات الحرية التي أثمرت التمزق والاختراق والخيانات في الدول العربية, وبأمر أموال أصحاب العمائم وصغار خدمتهم وأربابِ فتنتهم وأولياء نقمتهم وكل من اعتاد الانحناء أمام رعاةِ البقر.. المرتزقة أصحاب القبعات .. |
|