تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ركـــــام ورق..

من داخل الهامش
الأربعاء 8-2-2012
ديب علي حسن

إذا زرعت فلابد أن الحصاد موعدك إذا توفرت الشروط اللازمة والمناسبة، ربما تزرع ويحصد غيرك أوتحصد أنت وغيرك المهم في الأمر أن الحصاد هو الغاية قد يكون وفيراً أو غير ذلك...المحصلة أنك تعمل وتجني فماذا لوكان زرعك معنوياً زرعته أنت أو زرعه الآخرون...

الثقافة حاجة أساسية لايختلف اثنان على ذلك أبداً ولكن كيف تبدو هذه الحاجة في الحصاد...بل لنسأل ماذا يحصد زارعوها؟‏

المعرفة ثقافة والمعرفة قوة والثقافة محصلة نهائية تتجدد وتغنى كل يوم بماتقرؤه، نتعلمه بمعنى آخر ليست ثابتة أبداً، بل متطورة، متفاعلة ويجب أن نكون قادرين على التعامل مع ذلك.‏

وإذاكان ثمة من يذهب إلى أكثر من تعريف للثقافة والمثقفين ويضم المتعلم إذا كانت شهادته مقبولة ضمن هذا المعنى الواسع وهو زج غير صحيح لكننا اليوم معنيون به أكثر من أي وقت مضى كتب ودوريات ومجلات وندوات ومحاضرات وشهادات جامعية تصل إلى الدكتوراه يتزين بها الكثيرون، وتتعامل معهم على أساس أنهم فعلاً يحملون هذه الألقاب ويستحقون امتيازاتها وبكل تأكيد لاأستطيع أن أبرر سلوكاً يقوم به حامل أعلى الشهادات مقارنة مع السلوك ذاته المقترف من قبل أمي أو شبه متعلم...‏

وهنا ينطلق ألف سؤال: لماذا لايتغير سلوكنا ولايتطور وعينا بمقدار علو شهاداتنا المقاسة خطأ ثقافة لماذا نرى بعض حملة الدكتوراه وكأنهم لم يدخلوا مدرسة أبدا ً....‏

لماذا يغيب الأفق المعرفي- إذا وجد ونرتد إلى جاهليتنا أهذه الشهادات والألقاب عند البعض جواز عبور إلى العمل أي عمل المهم أن يجني مالاً...!!‏

المحن تكشف معادن الرجال وتظهر مدى قدرتنا على الرقي والانتفاع بعلمنا ومعرفتنا...‏

الأمرلايقف عند الشهادات والألقاب العلمية، بل عند كل إنجاز تقني يصل إلينا نستخدمه لغير ماأنجز من أجله وإلا مامعنى أن يكون من يحمل أعلى الألقاب العلمية منقاداً مشدوداً لتصرفات جاهلية لايمكن قبولها تحت أي مسمى ومامعنى أن يعمم آخرون من ذوي الألقاب ويتهمون علانية ومواربة... ماأقسى ماتراه فعلاً وقولاً...‏

كأن كل الكتب والثقافات ومفرداتها التي مروا عليها أوبموازاتها ليس إلا ركام ورق، ورق وإذا مااحترق فليس غير هباب ينشر السواد.‏

d hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية