|
مجتمع هذا ناقوس خطر يقرع أجراسه إذا ما استمرت ميول التدخين الحالية بتسويقها من قبل الشركات الصانعة على تحذيراتها بوضع لصاقات أولاً وبنفس الوقت على أنها مريحة للأعصاب ومهدئة وملطفة. الكثير ممن التقيناهم يرى في التدخين مجاملة للأصدقاء واستجابة لضغطهم وبخاصة في مرحلة المراهقة الأولى ، حيث يكون الإنسان حريصاً على إرضاء رفاقه ليضمن تقبلهم له ، وهم يحثونه على التدخين ظناً منهم أن التدخين دليل على تجاوز الطفولة وعلى بلوغ مرتبة الرجولة، وهذا وتر تعزف عليه شركات التدخين وربما تراه فتياتنا تقليداً لبعض الشباب أو ترفيه عن النفس.ما ذنب هؤلاء هذا ما سنعرفه من وجهات نظر طبية ونفسية. احتمال حدوث السرطان يتركب الدخان من حوالي أربعة آلاف مادة كيماوية سامة اثنتان وأربعون منها مسرطنة و90% منها أبخرة كيماوية و10% منها جزيئات طيارة ونصفها يدخل إلى جسم الإنسان ونصفها يعود إلى الهواء وعلى الرغم من تغيير تركيب السيجارة بتقليل كمية القطران والنيكوتين وتحسين الفلترة فإن ذلك لم يغير من احتمال حدوث السرطان عند مدخني السجائر الحديثة.هذا ما تحدث به الدكتور نعيم شحرور اختصاصي بالأمراض الداخلية والصدرية وعما يحويه من نسب نيكوتين في دم أطفال الأسر المدخنة قال : للأسف يعيش 34% من الأطفال في بيوت مدخنين حتى أن نسبة النيكوتين في دمهم تصل إلى 91% من نسبته لدى آبائهم ، هذا فضلاً عن التعرض للتدخين في الرحم أثناء الرضاعة إذ تبلغ نسبة النيكوتين أيضاً في دم الجنين 90% من نسبته لدى الأم و100% عند رضيع الأم المدخنة حتى ولو لم تدخن أمامه لأن النيكوتين ينتقل عبر الدم والحليب وتابع ليقول: كما تزداد نسبة النيكوتين في دم الطفل كلما زادت نسبة التدخين في المنزل وزاد عدد القاطنين وضاقت المساحة المتاحة وهذا ما نسميه بالتدخين السلبي. ثلاثة أضعاف وما يجدر الإشارة إليه أيضاً بما أوضحته الدراسات بأن التدخين يزيد من إصابات الربو عند الأطفال ثلاثة أضعاف من خلال زيادة تهييج أعصاب السعال والتشنج القصبي ( الوزيز ) ومن الطبيعي أيضاً أن يتفاقم ربو الأطفال الموجود أصلاً في بيت المدخنين حيث لوحظ تشخيص الربو عند الوليد في 18% من الحالات عند تعرض الأم الحامل للتدخين كما تزداد نسبة حدوث الولادات المبكرة بشكل ملحوظ. وهم وغفلة.. وإن كان في التدخين ذاته متعة خاصة تعطيه مزية وأفضلية من حيث آثاره في المزاج والتفكير؟ الدكتور محمد كمال الشريف طبيب نفسي قال: أن الغالبية العظمى من المدخنين مدمنون على النيكوتين وإذا ما توقفوا عن التدخين مدة كافية ظهرت عليهم أعراض الانسحاب كما هو الحال في أي إدمان آخر.. فماذا يظهر عليه ؟ عدم الصبر وسرعة الغضب والقلق والكآبة والإرهاق وصعوبة التركيز وأوجاع الجسم والاشتياق الشديد للتدخين وغيرها من أعراض كلها يختفي بمجرد مضغ الشخص للبان النيكوتين، لهذا أثبت الباحثين أن مدمني النيكوتين بأن المتعة التي يدخن الناس من أجلها هي في البداية فحسب فإذا ما دخن سيجارة شعر بالارتياح الفوري وتحسن المزاج والانتباه وهذا إنما لأن هذه السيجارة تكون علاجاً لإعراض الانسحاب الذي لديه، وليست كسباً حقيقياً في المزاج والتركيز، وما ذلك إلى وهم وغفلة.. لينسب إليه العون وان كان هناك آلية نفسية لنشوء أوهام أخرى حول فوائد مزعومة للتدخين؟ يضيف الشريف نعم هناك آلية الارتباط الذهني إذ المدخن الذي يدخن لمرات عديدة في اليوم قد يتصادف تدخينه سيجارة مع أداء حسن في عمله أو في حله لمشكلة أو غير ذلك فيظن أن السيجارة التي أشعلها في ذلك الموقف هي التي ساعدته على الانطلاق أو الإبداع فتجده كلما مر بموقف مماثل لجأ إلى سيجارة ليشعلها لينسب إليه العون في أي نجاح يحققه ، وهكذا يترسخ الوهم الذي يبرر للمدخن الاستمرار في إدمانه حيث تضعف الإرادة والقدرة على الامتناع رغم ظهور الأمراض والأضرار من التدخين. أقل ضرراً من غيرها ولكي نضمن للتحذيرات المصوَّرة القدر الذي نصبو إليه من الفعَّالية ، ولحظر استخدام بعض المصطلحات اللغوية التي قد تكون مضللة للجمهور، والتي قد تشير إلى أن منتجاً خاصاً من منتجات التبغ أقل ضرراً من غيره من المنتجات، ومن تلك المصطلحات ( منخفض القطران ) أو ( خفيف ) و ( خفيف للغاية )، أو ( قليل الخطورة ). فليس هناك من منتجات التبغ ما هو محفوف بالأمان. ويشير استخدام مثل هذه المصطلحات إلى أن بعض المنتجات أقل ضرراً من غيرها، وهذا أمر غير صحيح. و نهاية لا ننسى فالتحذيرات والرسائل الصحية الفعَّالة والإجراءات الأخرى الفعَّالة التي تتخذ عند إنتاج علب التبغ وعند وضع اللصاقات عليها هي مكوِّنات رئيسية في مكافحة التبغ بأسلوب شمولي ومتكامل. وان كنت تعتقد... أن أطفالك وزوجك يستحقون كل هذا فانظر في أعينهم ودخن بلا حرج. |
|