|
لغة الأرقام هذا الارتفاع قد يقل بعض الشيء في السنتين 2005- ,2006 واللافت للنظر أن معدلات النمو لم تكن متشابهة في كل المحافظات, حيث نجد أن مدينة دمشق تعتبر من أقل المحافظات نمواً في السكان بعد السويداء والقنيطرة, حيث تشير معدلات الولادة خلال شهر شباط على سبيل المثال لا الحصر إلى هذه المسألة بوضوح كامل فقد بلغت ولادات الشهر المذكور (شباط) في دمشق 2191 ولادة يقابلها ارتفاع كبير في محافظة حلب لتصل إلى 14938 ولادة, وفي الحسكة 10610 ولادات.. وبطبيعة الحال هذه الأرقام هي أرقام لا تبشر بالخير ولاسيما أن منعكساتها ستكون سلبية على التنمية التي نريدها تنمية تحقق الرفاهية والسعادة للأسرة بكل مكوناتها. وعندما نتحدث عن الولادات لابد وأن نشير الى أن غالبية هذه الأرقام هي ناتجة ليس عن حالات زواج جديدة, إنما عن حالات زواج دائمة وغالباً ما تكون هذه الولادات لأسر لديها أولاد كثر.. وهذا أيضاً يقودنا إلى مسألة على غاية من الأهمية تتمثل في ارتفاع نسبة العزوبة بين الشباب المؤهلين للزواج نتيجة التطورات الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع أسعار المساكن, ونسبة البطالة في صفوف الشباب إذ ارتفع متوسط سن العزوبة في صفوف الشباب إلى ما يزيد على 35 سنة للذكور وإلى ما يزيد على 30 سنة للإناث. مع العلم بأن الدولة قد باشرت بمشاريع السكن الشبابي الذي يحل الكثير من تلك الإشكالات التي يعاني منها الشباب. ونحن في هذه الصفحة سنقوم بتحليل الأرقام التي تسجل لدى دوائر الأحوال المدنية وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية مشكورة والمكتب المركزي للإحصاء, وهذه الأرقام محصورة في حالات الولادة, والزواج والطلاق والوفاة وما تشكله هذه الأرقام وبشكل شهري من تحد واضح للحكومة بغية تحقيق تنمية تطول الجميع, لأن الزيادة السكانية تعني زيادة في الاستهلاك الغذائي, وبالتالي هذا التزايد يؤدي إلى توضع غير نظامي في المدن وغيرها, وهذا يعني أيضاً وجود بناء غير نظامي لاسيما في دمشق وريفها وحلب, وبطبيعة الحال هذا الوجود غير النظامي للبناء يفرض بالضرورة وجود مناطق لا تقدم فيها الخدمات اللازمة مما يؤدي إلى تلوث البيئة نتيجة زيادة النفايات الصلبة وعدم تصريفها بالشكل الصحيح نتيجة أسلوب الحياة الذي تحياه هذه الفئات من المجتمع.. ولا نكون مغالين إذا ما قلنا إن شهري آذار ونيسان هما أيضاً لا يختلفان عن شهر شباط بالنسبة لما أشرنا إليه سابقاً, وهذا كما قلنا يفرض بالضرورة وضع معايير تحدّ من الإنجاب من جهة, ومعالجة العديد من القضايا الاجتماعية التي غالباً ما تكون سبباً في حالات الطلاق المتزايد في العديد من المحافظات, ناهيك بضرورة وضع خطة صحية متكاملة تدخل كل أسرة وبيت وذلك بغية رفع المتوسط العمري عندنا ولاسيما أن المعدل الحالي لا يبشر بالإيجابية فكثيراً ما نجد أن العديد من الأسر تفقد أحد أركانها في عمر مبكر وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الواقع الصحي عندنا ليس بالمستوى المطلوب.. إننا نرغب أن يكون المتوسط العمري متناسباً مع الكثير من الدول ولاسيما أننا قد خطونا خطوات مهمة وكبيرة في مجال التطور والتقدم, وهذا بالضرورة يجب أن ينعكس على المجتمع والأسرة في آن معاً. |
|