|
ثمَّ إنَّ ما الذي يجمع كل الذي جرى?! أعني ما هي القاعدة التي يمكن أن تكون تشكلت لدينا من تشابك خيوط الضغوط والعدوان وخيوط التحدي ومواصلة البناء?! أعتقد أننا أسسنا أرضاً صالحة لقاعدة متقدمة من أجل انطلاقة أخرى, نؤمن بأنها لا بد أن تتمتع ببرنامج يسهل رؤية المرحلة القادمة في مشروع البناء الوطني الذي لا حدود له ولا زمن يحدده. ما الذي يمكن أن يشمله البرنامج الوطني للمرحلة القادمة?! هناك همان دائماً.. الهم الخارجي والهم الداخلي.. أي هم مواجهة ما يفرض علينا وهم مواجهة ما يجب أن نفرضه داخلياً. وأمام الهمين نحن بظروف أفضل.. الى درجة ربما يكون الخطر الخارجي قد تراجع عن احتمالات التحرش العدواني العسكري المباشر, الى مواصلة الضغوط الخجولة أحياناً, وخجلها ناجم عن فشل سياسية الضغوط والعزل تجاه سورية, وستفشل دائماً ما دمنا متماسكين بوحدة وطنية ترفض أي مس بسيادة بلدنا واستقلاله. هذا لا يعني ألا يشغلنا الهم الخارجي.. بل أن يشغلنا أقل لأن الهم الداخلي هو الذي يشكل -في رأيي- الحامل الأهم لبرنامج العمل في المرحلة القادمة.. لقد تقدمنا فعلاً.. زاد عددنا.. كثرت مطالبنا.. كثر إنتاجنا.. تحسن أداؤنا.. لكن.. مقدرة الانسان السوري على مواجهة الحياة هي التي تشكل السؤال الأكبر.. بل الحامل الأكبر لبرنامج عمل المرحلة القادمة.. لقد عبرت المرحلة الماضية مراراً عما سمته »تحسين مستوى المعيشة للمواطن« والحقيقة أن تلك المرحلة تسلم الأمانة كما هي للمرحلة القادمة.. ذلك يجب أن يكون همنا اليوم والعبء الذي ليس للكلام في محله أن يأخذ دور الفعل.. لذلك أعتقد أن المرحلة القادمة تحتاج الفاعلين وليس القوالين. |
|