تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كلام في الهواء

فضائيات
الأحد 13/5/2007
خالد مجر

إذا لم يخلص الحوار بين طرفين إلى نتيجة فهو ليس أكثر من كلام في الهواء, فالحوار فن الاستماع قبل القدرة على القول وترتيب ما يريد أن يقول المتحاور مع الآخر.

في الواقع الإعلامي السوري, كثير من الكلام في الهواء, بل قد يصل إلى أكثر من ذلك إلى حوار طرشان.‏

في الصحافة بأنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية, يتحدث كل مسؤول عن (إعلامه) على أنه تمام التمام, لكنه يتحدث عن باقي الإعلام (العاجز والقاصر والمشلول).‏

الصورة النهائية, إذا استمعت إلى كل مسؤول عن موقع إعلامي, أن الإعلام بخير, وإذا كانت هناك مشكلة فهي في المتلقي فقط.‏

هذا المتلقي, الذي هو غاية الوسائل الإعلامية كلها, يعزف ببساطة عن وسائل إعلامنا دون أن يرف له جفن, لذلك لابد من إعادة الحوار حول هذا الموضوع للوصول إلى نتيجة.‏

البدهي في الموضوع أن لكل مؤسسة إعلامية غايات يجب أن تصل إليها, وأهدافاً هي, أي المؤسسات, موجودة من أجل تحقيقها, فإذا عجزت عن ذلك فهذا يعني ببساطة أنها فشلت, وأي كلام آخر في هذا الموضوع يعد تجميلاً للواقع لكنه ليس تعبيراً عنه.‏

ما الحل إذاً?‏

ببساطة أن نعترف بالحقيقة أولاً, وأن تدرك نواحي الضعف والقصور في أداء الرسالة الإعلامية, والمتطلبات الواجب توافرها للوصول إلى الغايات والأهداف الموجودة هذه المؤسسات لتحقيقها.‏

يمكننا أن نكون من عائلة (بيت فستق) الشهيرة وأن نقول عن بعضنا كلاماً حلواً جميلاً منمقاً, لكن أحداً آخر لن يسمع هذا الكلام, وسنجد فيما بعد أننا أنفسنا مللنا هذا الكلام, وأننا نحتاج إلى الحقيقة التي يقولها كلاً منا لنفسه, دون ذلك سنبقى نقول كلاماً في الهواء فقط, سينساه حتى الهواء الذي يحمله للحظات فقط!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية