|
ملحق الثقافي
وتناولته الأقلام بالترجمة لأعماله الأدبية, بكافة اللغات العالمية, هذا الشاعر الذي قال : “ إن أي فلاح عجوز, يروي لك “ بيتين من العتابا “ كل تاريخ الشرق, وهو يدرج لفافته أمام خيمته .” وقال : “ سلمية الدمعة التي ذرفها الرومان, يحدّها من الشمال الرّعب, ومن الجنوب الحزن, ومن الشرق الغبار, ومن الغرب الأطلال والغربان .. “ هذا الذي أربك – بشعره – جلسات مجلة – شعر – وبحضور شعراء مبدعين أمثال : أدونيس – يوسف الخال – أنسي الحاج – أبو شقرا .. وآخرون ..!. * هذا الشاعر القادم من عبّ بادية الشام لابساً عباءة الفصول, مشنشلاً بالأمنيات مطارداً من النظرات الشريرة والحاقدة, ورفوف من الهمسات – الفضولية – محاصراً حتى من أقرب الناس إليه . هذا البدوي المدثر بأنين الواحات الملوّع من منفى إلى منفى .., ومن مقهى إلى آخر .., هذا الشاعر – النفّار – النّزق – المشاكس والمقاتل بالكلمات, ذنبه الكبير, أنّه قبض عليه, يوماً .. ما متلبساً بجريمة – الكتابة – وراحت تطارده مخافر الحدود الأدبية, وحتى رجال – الانتربول – وزّعوا .. قصائده, مسرحياته خواطره, على نقاط التماس ومدارات الهياج, حيث أهدر دمه ومن أبناء عشيرته, وعلّقت له – مشانق النقد – في الساحات الهزلية لأن من يحاكمه ويرفع القضايا ضدّه, أمام المنصّات المرقعة بالزيف والمخاتلة, هم خفافيش وزرازير المرحلة – المضت وبقي النّسر شامخاً شموخ شامه – يرقب بعينيه الصقريتين, فلول هزائم أنصاف – النّقده – وظلم ذوي القربى وأشباه رجال القصيدة, ومدمني مهنة – التّلاص – الأدبي ؟! * محمد الماغوط الشاعر, هذا المشغول المنشغل في قضايا وطنه, الصغيرة منها والكبيرة والهموم حتى الفناء, ذنبه أنه يكتب“ ما .. يشعر به بصدق ..“ بلا رتوش, أو مساحيق – ترضي هذا .. وتزعج ذاك ..؟! وانهمرت – كزخّ المطر الاستوائي – الكتابة عنه, وله, وعليه, وكان حصاد هذه الكتابات كلها تقريباً, تتلخص بعنوان شاحب وبخيل بعض الشيء هو “ الماغوط شاعر السخرية, ومسرحي واقعي, واخز .. العبارة, رائد القصيدة النثرية, ومن أهم الأسماء الأدبية – قاطبة – التي كتبت قصيدة – التجاوز والتخطي – متشائم حتى الاختناق, متفائل حتى النبض الأخير يتطير من أي شيء, حتى من – ظله – يتبرم من الذين شوّهتهم – الأوسمة المزيفة – ووسامه الذي يفخر به منذ الولادة الأولى – الحياة – حتى الولادة الثانية – الموت – أن يحب وطنه, ووطنه يحبه, فارداً روحه لناس مجتمعه البسطاء, وأن يعبئ رئتيه بهواء ريفه النقي الجميل, البعيد عن – التدخين – وأرصفة اللف .. والدوران, وأن الحياة عنده كلها, هي موقف للعزّ فقط ..؟! |
|