|
رؤيـة فتفشي هذا التشتت بين من أصاب قلبه المرض لاشك هونتيجة حتمية لضعف البنية الفكرية لديه، وهذا بدوره يعود إلى حالة من الترهل الثقافي الذي لايمكن تجاهله وطغيان ثقافة الاستهلاك على حساب الثقافة الجادة التي تنتج وعيا عاما يحصن المجتمع ويحول دون احتراقه على النحوالذي شهدناه. ولا أظن أن اثنين يختلفان أن أرقى أشكال الاستثمار هوالاستثمار في الانسان بالنظر لما ينتجه من قيم سامية تحمل مضامين الوطنية التي تعزز انتماء الإنسان وولاءه لوطنه وأرضه وهويته ليكرس بعد ذلك في خدمة الأرض والوطن. كثيرة هي النشاطات.. نعم، لكنها نشاطات تحدث صوتا ولا تترك أثرا، ومظاهر ثقافية مفرغة في بعضها من مضمونها تحتل مساحة ولكنها على أرض الواقع مساحة فارغة أوتكاد. إن أخطر ما يواجه ثقافتنا هو عجز بعض نخبها في التأثير على الجمهور الذي تعددت مشاربه وثقافته وأصبح يطلب ثقافة أكثر ابداعا وأكثر عمقا، وهذا مطلب حق، لأن الثقافة تقوم في أساسها على التجديد والخلق لا التقليد والبكاء على الأطلال. ومن قال إن الأزمة تخمد جذوة الابداع.. على العكس تماما فهي تساهم في خلق الابداع والفلسفة والعلم وتحقق قفزة نوعية لبناء إنسان جديد يمثل ركيزة أساسية لأي تنمية فكرية كانت أو علمية. وربما ندوة الأمس عن العروبة وأسئلة النهضة التي أقيمت في مكتبة الأسد، حركت الراكد من الفكر وأيقظت ذاك الضمير النائم فينا لتصويب مسارنا وإعادة تكوين مستقبلنا برؤية أكثر عمقا ومسؤولية لأن الحياة لاتنتصر إلا للفكر المتنور الذي يقف سدا منيعا في وجه أولئك التكفيريين وثقافتهم الظلامية، فهل نكون بحجم الوطن الضاربة جذوره في التاريخ وكان دائما منارة للعالم كله؟!. |
|