|
مجتمع و ربما على الجسور أو قد تراه في الأنفاق لا يرده ليل أو نهار أو تردعه ظروف جوية من حر و برد ، يعمل في ظروف قاسية ارتضاها رغماً عنه ، فربما لم يكن من وفيري الحظ دراسياً حتى تتاح لو وظيفة ذات بدلة و ياقة و ربطة عنق، أو ليس من المرتاحين مادياً لينشئ مشروعه الخاص و لو بتواضع ، و قد يكون طالباً جامعياً اضطرته ظروفه المتردية أن يعمل مقنعاً تحت جنح الظلام لتأمين مصاريفه الدراسية وما تيسر من قوت للعائلة . من بلد إلى آخر تختلف التسميات لتقفز من لقب زبال إلى مهندس صحة و نظافة ، و كذلك النظرة الاجتماعية من دونية إلى مهنة نبيلة تحظى بالاحترام بعيداً عن نظرات الازدراء و الاستخفاف، و من حياة تفتقر لمقومات الكرامة الإنسانية من سكن و ملبس و مأكل يليق بمن يعمل على حماية البيئة والحفاظ على الصحة ، إلى حياة رغيدة كغيره من أصحاب المهن التي تحظى ببريستيج و تقدير اجتماعي. ربما البعض ما زال لا يدرك أهمية الدور الذي يؤديه عمال المهن الخدمية ، و ذلك انطلاقا من تصنيف اجتماعي للمهن إلى خدمية لا تحظى بالتقدير اجتماعياً أو المردود مادياً، رغم أهميتها الحيوية في حياتنا اليومية و عدم القدرة على الاستغناء عنها ، و مهن نبيلة ذات برستيج اجتماعي تلقى الاحترام و تجني المال ، ربما نحن بداية بحاجة إلى تغيير ذاك التصنيف النظري للمهن لنصل إلى استبدال النظرة الدونية بالتقدير لأدوارهم المهمة التي يؤدونها خدمة للمجتمع . |
|