|
نافذة على حدث وآخر موبقاته في هذا المجال إقدامه على تدمير مدينة الحضر الأثرية في العراق التي تروي قصصاً غابرة لحضارات وشعوب سكنت المنطقة، في استهداف متعمد لكل ما يمت بصلة لهوية وتاريخ هذه المنطقة، ما يعكس همجية وظلامية قلّ نظيرهما في التاريخ البشري. المراقب لسلسلة جرائم ومجازر داعش المرعبة والمستنكرة بحق البشر لا يستغرب جرائمه بحق التاريخ والحضارة، فمن يستسهل ذبح الناس وحرقهم وهتك أعراضهم وسلب ممتلكاتهم بهذه الصور المشينة لا يتورع عن تكسير التماثيل وهدم الأضرحة وتدمير الآثار، ولكن السؤال المطروح ما مصلحته في تدمير هذه الأوابد التاريخية الثمينة وهو الأحوج لتمويل حربه المستمرة، ولماذا لم يقم ببيعها كما يفعل مع مسروقاته النفطية..؟! لا شك أن أفعال داعش هذه تنم عن همجية غير مسبوقة ولكنها في الوقت عينه تعكس رغبة ومصلحة إسرائيلية بامتياز، فمن مصلحة الكيان الصهيوني المرتكز وجوده أصلاً على أساطير كاذبة وأوهام تاريخية مزعومة أن يدمر تراث المنطقة الذي يدحض مبررات زرعه فيها، فتحت هذا العنوان دمرت الآثار والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وتحته أيضاً نهب متحف بغداد إبان الغزو الأميركي للعراق ودمرت الكثير من الأوابد الأثرية والتاريخية على مساحة المنطقة.. «داعش» باعتراف الأمم المتحدة بات خطراً يهدد مستقبل الإنسانية والحضارة، ولكن جنرالات إسرائيل لا يرون فيه ذلك الخطر، فهل هذا الشعور مجرد صدفة..أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟! في المقابل لا يبدو التحالف الدولي المزعوم لقتال داعش قلقاً من جرائم التنظيم الأخيرة وكأنه سعيد باستمرارها، ورأس ماله حيالها بضع عبارات استهجان واستنكار لاتقدم ولا تؤخر، كما هو حال قرارات مجلس الأمن الأخيرة بخصوص مكافحة داعش وتجفيف منابع تمويله..التي بقيت حبراً شاحباً على ورق مهترئ..؟! |
|