|
البقعة الساخنة ومعظم حكومات العالم تطالب بالتحرك لوقف هذه الجرائم البشعة، وتنادي برفع الصوت عالياً وعدم الاكتفاء بالتفرج أو الصمت إزائها، لكنها تتسابق في التزام الصمت المطبق، لأن التحرك على أرض الواقع هو من اختصاص غيرها. فالجميع يعبر عن رغبته بالحفاظ على الإرث الحضاري للإنسانية والتحذير من الأضرار الجسيمة التي يقوم بها الإرهابيون بحق هذا الإرث الثقافي، ولكن ثمة خطوة ناقصة تبقى هي السيدة في المشهد برمته، ليبقى العالم كله ناقلاً للحدث وكأن شيئاً لم يكن. المفارقة الصارخة في كل مايجري أن هذه الجهات، وعلى رأسها اليونسكو وتلك الحكومات وفي مقدمتها الغربية، ظلت صامتة إزاء تدمير الغزو الأميركي للإرث الحضاري للشعب العراقي إبان غزو 2003 حين سهلت القوات الأميركية المحتلة نهب وتدمير متاحف بغداد واتجهت إلى مقر وزارة النفط لحمايته والسطو على الوثائق المتعلقة بالنفط العراقي. والأمر ذاته ينسحب اليوم على ما يجري من استكمال لهذا التدمير الممنهج لتاريخ المنطقة وتراثها وحضارتها لأن المطلوب أميركياً وإسرائيلياً شطب هذا التاريخ وكل مايدل عليه لكي تتساوى اسرائيل التي لاتملك أي أثر تاريخي لها في المنطقة مع الشعوب الحية هنا متناسين جميعاً الحامل الحضاري لهذه الشعوب الذي ينسف لهم كل مؤامراتهم وأجنداتهم. ahmadh@ ureach.com |
|