|
صفحة أولى والذي يعمل على إخراجه اليوم ثالوث الإرهاب: أميركا والكيان الصهيوني وداعش، بمساعدة أجراء منفذين لهم باع طويل في الإجرام على غرار آل سعود، وبني عثمان. أميركا وبعد أن صدّعت الرؤوس بمعزوفة محاربة الإرهاب، وأتحفت العالم بتوصيفاته الخارجة عن منطق التاريخ، لجهة ضرورة مكافحة «السيئ» منه، ودعم «الجيد»، عادت اليوم لتضعه في سلة واحدة، طالبة من الأتباع مهادنته، والكف عن توجيه الضربات المكثفة ضده، تحت مسمى «الصبر الاستراتيجي»، كما وصفه الجنرال مارتن ديمبسي قائد أركان القوات الأميركية، ما يعني وضع اشارة حمراء تحت لافتة محاربة داعش، على اعتبار أن التنظيم الإرهابي يقوم بمهامه على أكمل وجه في تنفيذ المشروع الصهيو-أميركي، ولا حاجة أميركية تستدعي القضاء عليه. داعش سبق وأن أعطى ضماناته لصانعه الأميركي بعدم المساس من قريب أو بعيد بالكيان الصهيوني، مستندا على فتاوى بني جهل الظلامية، ولم ولن ينكث..وأعطى حجة قوية للسيد الأميركي كي يفرمل عملياته الاستعراضية العسكرية ضده، وإعطائه مساحة زمنية كافية لاستكمال هدم الأوابد الحضارية والتاريخية لبلاد الشام والرافدين، كما خطط حكام بني صهيون، فجاء اعتماد «الصبر الاستراتيجي»، ليفسر سلسلة الهجمات الوحشية والمتتالية ضد مخزون المنطقة التراثي، الذي يفند المزاعم الصهيونية، ويكشف حقيقة ايديولوجياتها العنصرية. الصورة لم تعد بحاجة للكثير من التدقيق والتمحيص، للاستنتاج بأن داعش هو انعكاس للعقلية الإجرامية الصهيونية، والتي تعشعش بدورها في الرأس الأميركي، فعمليات قطع الرؤوس التي ينفذها التنظيم الإرهابي، ويظهرها المخرج الأميركي بحرفيته الهوليودية، يريد الصهيوني ليبرمان إعادة انتاجها وفق نسختها الأصلية، وعلى هذا الأساس جاء تهديده بقطع رؤوس الفلسطينيين بـ»البلطة»، في حال وقفوا ضد مشروع «تهويد» كيانه، أو حتى طالبوا بحقوقهم المشروعة، ليزاود عليه نتنياهو بالتنصل من كل ما تم الاتفاق عليه بشأن إقامة دولة فلسطينية، وعاصمتها القدس، وبذلك تتضح صورة المشهد الصهيو- أميركي المرسوم والمعد للمنطقة. |
|