|
على الملأ ذلك أن تربية الدواجن صناعة حقيقية لها مردودها المؤثر الذي يسهم اسهاما كبيرا في عملية التنمية وتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي ، فضلا عن أن هذا القطاع يشغل آلاف الأسر ويعيل الملايين من أبنائها . الأيام والأسابيع تمضي وقرار التشميل بالدعم لم يترجم فعلا على أرض الواقع ، بل ان أشياء عديدة في الاتجاه المعاكس حصلت بين تاريخ صدور قرار التشميل وهذه الأيام أخرجت عددا كبيرا من صغار المربين من السوق والمهنة بعد أن كبدتهم خسائر مادية كبيرة قياسا بامكانياتهم ، وجعلت الأسعار وتكاليف الانتاج تسجل أرقاما وارتفاعات غير مسبوقة أثقلت على المنتج والمستهلك معا ، وربما تخرج سورية من المرتبة التي احتلتها عربيا واقليميا اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه من دون رعاية أو اهتمام من شأنه أن يعيد السيطرة أو يخفف من وطأة المتغيرات الطارئة على تكاليف الانتاج. ليس خافيا أن مفردات الانتاج - جميعها – طرأ عليها ارتفاع بالأسعار أو شهدت أزمة لجهة الوفرة من الأعلاف الى المازوت الى الكهرباء الى الفحم الحجري الى الأدوية .. الخ ، وهو الأمر الذي جعل ويجعل الحاجة للدعم ضرورة سواء كان دعما عينيا غير مباشر من خلال دعم هذه المفردات ، أو كان دعما ماديا مباشرا ليس عصيا وضع محددات ومعايير لتطبيقه من دون ابطاء . حين نقول من دون ابطاء نقصد التوجه المباشر باتجاه اتخاذ القرار الذي تراه الحكومة ممكنا ومتاحا في ظل الظروف الاستثنائية الحالية ، والاعلان عن موجبات القرار ومسوغاته لأن ممارسة التأجيل والتسويف والصمت تبدو أمرا غير مبرر ، ذلك أنه اذا كان النقاش يدور حاليا حول الدعم الأكثر جدوى فان القناعة بالدعم كضرورة متوفرة ان لم تكن راسخة ، وبالتالي ما من مبرر للتأخير في انهاء النقاش وصولا لاتخاذ القرار الذي لن يكون - بالتأكيد - مقدسا ويمكن العودة عنه واتخاذ قرار آخر في حال لم يحقق الغايات المرجوة . لكل ما تقدم يمكن القول ان قطاع الدواجن يستحق الاهتمام ، بل انه يستحق التشجيع وتوفير الرعاية الكافية له لتطويره والتوسع فيه ، وليس فقط لمساعدته على امتلاك عناصر الاستمرار من دون مشكلات كالتي تواجهه الآن وتشكل تهديدا حقيقيا له وللعاملين فيه ناهيك عن المشكلات التي سيفرزها اجتماعيا واقتصاديا في حال حصول انهيارات محتملة يقترب منها عدد لا يستهان به من المربين في جميع المحافظات . ان تلمس خطر حصول تراجع بالانتاج ، وحدوث افلاسات وانهيارات ، ومواجهة الفجوات الغذائية التي وضعناها خلفنا منذ مدة طويلة ، – ان تلمس هذه المخاطر مجتمعة – ليس أمرا عسيرا أو معقدا لأن السوق تقدم مؤشرات شديدة الوضوح لا يمكن تجاهلها بحال من الأحوال ... فهل نجيد قراءتها ونحسن التصرف والاستجابة لها تنفيذا للقرارات الصادرة ؟؟. |
|