|
محليات من هنا ربما ننظر للمواطنة على أنها ليست مجرد نظرية أو فكرة بقدر ما هي سلوك وممارسة على أرض الواقع ولعل من أهم الروافد التي تغذي المواطنة وتسهم في تجسيدها عدة عوامل في مقدمتها الأسرة التي ينشأ فيها الفرد ويتشرب منها قيمها واتجاهاتها. وقي وقائع حياتنا اليومية ثم أمثلة على مبادرات وأعمال لأفراد في المجتمع تفتقر لها مؤسسات إن لم نقل إن ما نشهده أحياناً يتفوق في أثره الايجابي على ما تقدمه مؤسسات كبيرة بذاتها والأمر يتعلق هنا بالضمير الفردي عندما لا يضطر الفرد إلى الاختباء وراء أية أزمة وإنما يسهم في مواجهتها بروحه الوطنية ولا يعود الضمير الفردي مجرد سر يحتفظ به المرء لنفسه بل يصير أساساً للمشاركة. اليوم نتوقف عند مثال واحد أصبح حديث الناس في الحسكة وهو حديث يثلج الصدر لأنه يقدم نموذج المواطن الذي لا يتردد عندما يتاح له أن يقوم بدور يفوق دور المؤسسات كما هو الحال في محطة محروقات (صباغ ) بمدينة الحسكة حيث قدم السيد حمودة يوسف صباغ نموذجاً لآلية عمل مؤسساتي في هذه الأزمة الخانقة لمادة المازوت من خلال توزيع المادة على المواطنين وضمن السعر الرسمي حيث يقوم باستقبال المواطنين ويسجل الاسم والكمية والعنوان ورقم الهاتف ويتم إيصال الكمية إلى منزل مستحقها دون أن تمر عبر وسيط أو سمسار كما يحدث في كل مكان وزمان منذ أن بدأت أزمة المازوت. والسؤال هنا: كيف استطاعت هذه المحطة مد الجسور مع الناس وأن تكون مركز استقطاب وارتياح بينما خسرت مؤسسات وجهات معنية بالأمر ثقة المواطن وعدم قدرتها على مواجهة الأزمة .؟! الإجابة بالتأكيد هي لدى المواطن النموذجي الذي يشعر بالمسؤولية وبالأعباء التي تتكلفها الدولة ودوره في مواجهة ذلك . فتحية وشكر وتقدير لمن يستحقون الشكر. |
|