تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اليوم الأخير في حياتهم .. محجوب ثابت.. والحلم الوزاري

ثقافة
الخميس 15-7-2010م
هاني الخير

كانت شخصية الدكتور محجوب ثابت (1884-1945) من أبرز الشخصيات الوطنية العامة المرموقة التي تسابق بحماسة أقطاب الرسم الكاريكاتيري في مصر قبل قيام ثورة تموز

في إبراز مواهبها المختلفة وطاقاتها الإبداعية، إذ وجدوا فيها مادة خصبة لرسوماتهم الضاحكة وللتعبير عن مختلف النشاطات الأدبية والفنية والسياسية والبرلمانية التي كان الدكتور ثابت يشارك فيها بنشاط وبهمة عالية محلياً وعربياً ودولياً، وقد قامت هذه المجلات يومذاك على اختلاف أنواعها وانتماءاتها السياسية بإقحام رسمه في حالات انتقادية ضاحكة، وخاصة أنه كان يمتاز بعلمه الموسوعي وبروح الدعابة والسخرية والمزاح الحق المؤدب.‏

وكانت لحيته الطويلة تسترعي الانتباه إليه بقوة وتسبب له في حالات كثيرة إشكالات غير متوقعة.‏

حدث في الثلاثينيات من القرن العشرين أنه كان عائداً من أحد المؤتمرات الطبية في فلسطين فشاهده أحد موظفي أمن الجوازات فاشتبه بأمره وظن أنه متنكر وأن لحيته مزيفة ولذلك عمد إلى جذبها بشدة من أجل أن يزيحها من مكانها لكنها كانت حقيقية لم تتحرك من مكانها، فكان موقفاً مثيراً للضحك والتندر.‏

وللدكتور ثابت مساجلات شعرية مع أحمد شوقي الذي كان يزوره في عيادته بحي السيدة زينب وكانت تتخلل هذه السهرات ترانيم الفنان محمد عبد الوهاب.. وكان الدكتور ثابت من دعاة الوحدة العربية لذلك أصبحت خطبه وأحاديثه اليومية لا تخلو من التذكير بالروابط الوثيقة بين جميع الدول العربية.‏

بقي أن نذكر بأن الدكتور ثابت دعا إلى تنظيم الحركة العمالية بمصر وإلى ادخال التدريب العسكري في الجامعات والمدارس الثانوية، ثم كان في مجلس النواب المصري وعيّن كبير الأطباء الشرعيين في جامعة القاهرة.‏

كانت نقطة ضعفه أنه توقع خلال حياته أن تسند إليه وزارة الصحة لكن هذا الحلم لم يتحقق وإن كان طموحاً مشروعاً، ما سبب له هذا الإهمال صدمة لازمته طوال حياته.‏

وحين حضرته الوفاة.. قال في ساعاته الأخيرة: لو كنت توليت وزارة الصحة لنفذت في مصر مشروعات عظيمة منها القضاء على السل والبلهارسيا وتطوير الصناعات الدوائية وتشييد المستوصفات في القرى المصرية، ثم عض على شفتيه.. وأسلم الروح وفي نفسه حسرة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية