|
ثقافة ويذكر أن الفنان تيمان سبق وعرض بعض لوحاته في متحف دمشق الوطني عام 2004، وفي قلعة الحصن عام 2005 وفي مدرسة الشيباني بحلب عام 2007 إضافة لمعارضه العديدة التي اقامها في ألمانيا وروسيا وبولندا وكوبا واوزباكستان واسبانيا والدانمارك وغيرها. طبقات صخرية يصر تيمان في مجمل لوحات المعرض على اظهار لمسات سكين الرسم الحادة في فضاء المنظر الخلوي أو الوجه أو الطير الرمز (النسر) ويحرص على ابراز الجروف الصخرية بطبقاتها المتعددة وبنفحة تعبيرية متحررة تتميز بالحيوية والعفوية والصراحة اللونية. وفي هذه الاعمال يدمج مابين اشارات المشهد الطبيعي والتاريخي القادم من تأملات بقايا معطيات الحضارات البائدة، ليصل من خلالها إلى نفحة تشكيلية حديثة تتجاوز المعطيات السياحية الرتيبة،حيث تنطبع في اعيننا ومنذ النظرة الاولى جماليات اللمسات والحركات والضربات اللونية التلقائية، وضمن رؤية فنية تتفاوت مابين التعبيرية والتجريد. وإذا كان تيمان يترك موضوع الطبيعة في لوحات الطير الجارح والوجوه، فإنه في معالجاته اللونية والتقنية يشكل توقيعاً خاصاً به، ولهذا لايمكن الفصل في الاسلوب خلال تنقلاته بين موضوع الطبيعة والمواضيع الاخرى. وهو لايتعامل مع عناصر المشهد من خلال تفاصيله الشكلية، وانما من خلال حضور لوني صريح يغلب عليه الاخضر، ويصل إلى حدود البقاء في اطار اللون الرمادي ودرجاته في لوحات اخرى. سراب القرى وفي مشواره الفني الطويل مع موضوع المنظر الخلوي، رسم تيمان اجواء بعض المشاهد الطبيعية الاوروبية قبل ان يصل إلى مرحلة التأثر بأجواء الطبيعة والريف السوري. وكان يسعى لتطوير اسلوبه واظهار المزيد من العفوية والاداء الارتجالي في تجسيد المنظر كرؤية لشاعرية اللون، وذلك لايجاد ايقاعات جديدة لعناصر الطبيعة والريف والقرية السورية مركزاً لابراز السهول الفسيحة ومناظر الشاطئ البحري والجبل، والشيء الذي يفسح المجال لرؤية ابعاد داخل المساحة اللونية، مع الاخذ بعين الاعتبار الصخب اللوني الحركي الذي يبقى مسيطراً على كامل اجزاء اللوحة. عين الطائر وفي هذه الاعمال يبحث تيمان عن مدى لتداخل عناصر المنظور الافقي ومنظور عين الطائر ( المنظر كما يمكن ان يشاهد من نافذة طائرة ) وهذا التنقل يعرفنا على بعض المراحل التي مرت بها تجربته في مظاهر تحولاتها من الفن المديني المشغول في المرسم أو في المحترف، إلى الفن الريفي الذي يستعيد من خلاله ايقاعات البيوت القديمة واشاراتها المنثورة في افق ومدى المنظر الطبيعي المترامي الاطراف. ومن خلال بحثه اليومي عن نسيج بصري للوحة رؤيوية يفتح أمدية هندسية في بعض لوحاته المعروضة للوصول إلى حالة توفيقية بين الصياغة التعبيرية والتجريدية ، فالانتقال من معطيات اللمسة التلقائية المنفتحة على بعض الاتجاهات التعبيرية والطروحات الثقافية إلى التكوين التجريدي الهندسي فتح بعض لوحاته على مظاهر اختبارية جديدة، وذلك لبلورة مايمكن تسميته بالتشكيل الهندسي في صياغة لوحة المنظر الطبيعي، وايجاد أجوبة لعلاقة المربع أو المستطيل بجماليات البحث عن ايقاعات جديدة منطلقة من هاجس المغامرة اكثر من تماثلها لترتيب عناصر الطبيعة ونمطيتها المطروحة بكثرة في المعارض الاستهلاكية. |
|