تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خصومة القمح و القش؟!؟

آراء
الخميس 15-7-2010م
حسين عبد الكريم

محتالون صغار، ومحتالون بين بين، و محتالون كبار، وأرباع وأنصاف محتالين.. يدورون ويتحركون بقوة دفع متعددة، و بمحركات.. خلف أمام، ويمين شمال..

قد يكون قدر أي كون أو مجتمع أن تصاب حركته بدورات الاحتيال و دفعات المحتالين.. أما الفوارق الضخمة التي تبعد الكثيرين من المسؤولين عن الكثيرين من المواطنين بسرعة أو ببطء، هي المسألة.. و المسؤول و المسألة من نفس العائلة اللغوية..‏

مواطن من (موديل) حزين أو حنون أو مدرس أو فرخ فيلسوف، أو موجز شاعر أو ملخص عالم رياضيات أو فلك أو مساحة أو جغرافيا أو ابن سينا صغير جداً في ميدان الطب و الشفاء ،ومعلومات العافية البدنية أو النفسية أو الاجتماعية.. ولا نتوقف طويلاً عند التشخيص السريري، ومصطلحات أخرى عديدة، وربما رشيدة..‏

المواطن بأكثر (موديلاته) وتصميماته، قد يغدو مسؤولاً مديراً أو بعض مدير أو مديراً جداً أو وزيراً أو معاوناً.. و المعاونون قد يكون أحسنهم وأعلاهم فعالية معاون سائق البولمان أو (الباص) لأنه جامع أجرة الركاب، وبالتالي هو آمر صرف (سندويشة) السائق، وبيديه القروش أولاً بأول..‏

أما المعاونون الآخرون يعانون من نقص الترويه الإدارية و من أنفاس المسؤولية المتقطعة؟!‏

المواطن الذي يغدو مسؤولاً، يصبح في الحال من (ماركة) مسؤول مرفه، ومعتنى بشؤونه وشجونه، وتلتف حوله حاشية من الأذنة و المحتالين الإداريين والاجتماعيين، و غيرهم وغيرهم.. ولا تخلو ممراته من ماسحي الجوخ والكتان والحيطان..‏

ويزدهر وقته بضحكات النسوان و كذبات الأصحاب والخلان.. وتمتلىء جيوب سمعه بوشايات الثرثارين أصحاب الأسبقيات..‏

وتتوقف دورة المواطنين العاديين في دمه، ويترفع عن ملاقاة ذويه و أصحابه السابقين إلا من أجاد التمسيح و الإطراء واللف و الدوران.. واحد من هؤلاء يرفض تناول الغداء مع من هم دونه مسؤولية ولفاً ودوراناً، ولا يعتبر المواطن موجوداً إلا إذا صار مسؤولاً.. المسؤولون قمح الحياة والمواطنون قش في مهب الإهمال؟؟‏

ورياح المسؤوليات الإدارية أحسن حالاً وعصفاً من رياح المواطنين، بكل مقاسات الهبوب والعصف.. هبة مسؤول ولا عاصفة مواطن غير مسؤول ؟!‏

وفي قطاعات وهيئات ومديريات وشركات ومؤسسات متنوعة الهموم والمشاغل، يشقى الموظفون في العثور على ربطات خبزهم، و القائمون على الأمور يشقون في تنويع ربطات أعناقهم.. و الفرق فرق بين ربطة خبز وربطة عنق؟!‏

والزوجات العصريات أكثر من (الفيديو كليب) يسعين وراء المسؤول المدير أو المدير جداً، وإذا تعثرت خطوات أنوثتهن، فلا بأس بالمعاون أو بنصف المدير أو بمدير موجز.. والنساء غير الزوجات، المتخصصات باستثمارات الأنوثة لديهن، يعرفن قليلاً أو كثيراً كيف يوجهن نسيمهن العليل إلى حيث ريح المسؤول البليل.. وتلتقي نسمات الأنوثة برياح المسؤولية، وتتشكل عواصف المنافع والغرام غير المستدام، ويطير في أفق النساء الحمام، ويحضر بعض الوئام.. والمواطنون الحزينون أو الحنونون أو أفراخ الفلاسفة أو مواجيز العلماء يبقون مهملين كقناعات عرجاء ومتروكين ككلام في مهب كلام.. أو كغرام الفقراء فاقد القوام.. ألا يبقى وهم غرام في مهب غرام؟!؟ ويبقى من المرء الحنين و الحزن و الصدق الحنون..‏

والنساء اللاتي غدون مسؤولات مديرات أو مديرات جداً أو شبه مديرات أو وزيرات أو معاونات لهن العديد من المحتالين و المحتلات وماسحي الجوخ و الماسحات و الأذنة الكاذبين و الآذنات..‏

المواطن قبل مرحلة المدير أو المدير جداً أو الوزير أو الشبيه أو المعاون هو قش في مهب الفاقة والفقر و الحرمان العاطفي و الحياتي، وأثناء مرحلة المدير و المدير جداً والوزير و الشبيه أو..الخ يصبح قمحاً وطائر دلال وغنى ورفاهية، ويصاب بالتخمات العديدة: من تخمة الغرام إلى تخمة السيارات إلى تخمة المال إلى تخمة البيوت إلى تخمة البعد عن الناس، لأنهم مواطنون، وليسوا من (موديله) أو (ماركته)..‏

مديرون ومديرون جداً‏

وأشباههم ووزراء وأشباههم تتذكرهم خطواتهم يوم كانوا يحلمون بسيارة (بيك آب) وفجأة صاروا لا يرضون بأقل من سيارة ضخمة وفارهة، وحاشية من الأذنة والماسحين والكثير من المعجبين والمعجبات والمحتالين و المحتالات.. وللبيوت و الزوجات والأفراد سياراتهم وسائقون ونفقات وحاجات وديوك ودجاجات.. و المواطنون والمواطنات سائرون و سائرات إلى فضائل مهملات، وحياة مهملات، وأيام مهملات..‏

المسؤولون المديرون و المديرون جداً والوزراء و أشباههم والمسؤولات المديرات و المديرات جداً والوزيرات و الشبيهات في مهب العناية الاهتمامات.. هم الحياة و الآخرون الموات؟!‏

و(موديلات) جديدة دخلت أسواق المجتمعات..المتعهدون و المتعهدات.. من جميع المقاسات والتوصيفات و التعريفات، متعهد يلتف ويدور وتهب رياح تعهداته العمرانية أو الطرقية أو البرية أو البحرية أو الإنسية أو الجنية، فيصير رجل مال و أعمال.. وبين تعهد وتعهد واحتيال واحتيال، يتفنن بالبطر ويتبجح بالنظر، ويخبر عن الخير و الخطر، ويحدد مواعيد النشفان والمطر.. ولا تعجبه موضة أي سيارة.. ويتوهم أنه ذو نبوءة وخطورة.. ويتحدث أحاديث ملوثة، حتى يصاب المستمعون بالإسهال والاقياء مثل المطربين والمطربات الذين هم وباء على الإصغاء و الغناء.. والأطباء العديدون منهم تركوا الاختصاصات الطبية وفنون العناية الإنسانية وتحولوا إلى متعهدي أرباح وسارقي أفراح، وبائعي أتراح.. ولهم مالهم من غيوم وأرباح كنا نقول للأصدقاء أنت متعهد حب وآخر متعهد وفاء، وثالث متعهد صداقات وخيرات وحسنات.. قلت هذه التعهدات الجسورة؟!!؟ ولا نشك بعد كل الذي نلاقي ويلاقي غيرنا من تنكر لعلاقات الإنسانية الفارقة العامة و الخاصة.. و معاداة للكرامات.. لا نشك بأن المسؤول الإنسان الحنون لا يتربص شراً بإنسانيته و فصاحة وطنيته ذات المحرك العادي والأداء الحنون.. و مسؤولون من جهات واختصاصات ومدن و قرى و جبال و سهول يجملون طيبتهم وإنسانيتهم النبيهة..‏

الإنسانية أجمل صديقات الوطنية و المسؤولية التي تحسن قراءة جداول جمع الحب و معادلات المسرات الطيبة.. و المسؤول الإنسان أبهج للنفس البشرية وأعلى حنيناً وحياة من المسؤول المتربص شراً بإنسانيته..‏

دلال ورفاهية و غنج وملكيات هو القمح وفقر وقيام وقعود من أجل الحياة هو القش؟؟!؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية