|
مجتمع
لمعرفة ماهية التفكير الإبداعي ونظراً لأهميته في العملية التربوية.. التقينا الأستاذ الدكتور فايز الحاج أستاذ الصحة النفسية بجامعة دمشق الذي حدثنا عن هذا الموضوع بشكل تفصيلي ومعمق. مهم للنجاح في المدرسة والحياة معاً بداية سألنا الدكتور فايز الحاج عن معنى التفكير بشكل عام وموقعه من الخارطة النفسية، حيث قال الحاج: إنه في البداية لابد من معرفة موقع عملية التفكير على الخارطة النفسية حيث قسم علماء النفس التقليديون العمليات النفسية إلى العمليات النفسية التابعة للحياة العقلية وتشمل الإحساس والإدراك والتصور والتخيل والتذكير و التفكير والتعلم، والعمليات النفسية التابعة للحياة الانفعالية التي تشمل الخوف والخجل والغضب والفرح والسرور والبكاء واللذة والألم وأخيراً العمليات النفسية التابعة للحياة الفاعلية والتي تضم الدوافع والحاجات والميول والرغبات وهو ما يوصلنا للقول: إن التفكير هو حادثة نفسية تابعة للحياة العقلية. وأوضح الحاج أن الفلاسفة وعلماء النفس والتربية توصلوا إلى اتفاق جماعي على أن التفكير الفعال عامل مهم للنجاح في المدرسة والحياة على حد سواء مما جعل الأنماط والبرامج الإبداعية الخلاقة تتكاثر بشكل ملفت للنظر وبدأت هذه الحركة تتضح أفكارها وتتبلور في الواقع حيث وصلت هذه الحركة في الوقت الراهن إلى ذروتها ونالت اعتراف كل المثقفين والعامة بأهمية التفكير الإبداعي الفعال وأصبح كل واحد منا الآن يعبر فعلياً عن شكره لتنامي المعرفة الحديثة ولتزايد المقترحات في مجال تدريس التفكير الإبداعي الفعال. يجعل الطالب أكثر إنتاجاً وإبداعاً وعن أهمية التفكير الإبداعي ودوره في العملية التربوية.. أجاب الحاج: إن العملية التربوية كانت منذ سبعين عاماً وأكثر تركز وبشكل كبير على عمليات التلقين وتوصيل المعلومات وفي النهاية يتم اختبار الطلاب بهدف التأكد من استيعابهم للمادة العلمية إلا أن العالم منذ العقد الميلادي الماضي قد شهد تغيرات تربوية مهمة حيث بدأ العمل على جعل المناهج الدراسية المدرسية أكثر إثارة للتفكير مع تهيئة الظروف المناسبة للطلاب لاكتساب مهارات حل المشكلات التي تواجههم، وقد أثرت هذه التغييرات التربوية في تصميم المقررات الدراسية المختلفة التي تعتمد على أن يكون الطالب منتجاً ومبدعاً لا أن يكون مجرد حافظ ومردد لما يقوله الآخرون. وأضاف الحاج إن أغلب المناهج المدرسية في العالم تتجه اليوم إلى حث الطلاب وحملهم على التفكير الجاد والتفكير الإبداعي الفعال الذي يتم عن طريق التدريس من أجل تنمية التفكير الإبداعي في المناهج الدراسية. وفي سؤال عن الأسس التي يرتكز عليها مفهوم التفكير الإبداعي؟ بين الحاج إن هناك بعض القضايا المهمة التي تحتاج إلى فحص بهدف توضيح عملية التدريب من أجل تنمية التفكير الإبداعي في المناهج الدراسية أبرزها المجال المعرفي الذي يمثل محوراً في عملية التدريس من أجل تنمية التفكير الذي يعتبر بشكل عام عملية أو سلسلة من العمليات العقلية حيث يعمل العقل البشري بواسطتها على اختزان وتذكر المعرفة المكتسبة. ويرى بعض المهتمين أن المجال المعرفي يتكون من عدة مكونات هي: الملاحظة، الانتباه، التعلم ، الذاكرة، التعليل، اللغة/ أي الوسيلة/ الإحساس والشعور / أو العاطفة/ وقال الحاج: إن الحركة التربوية الحديثة ترى ان التفكير يمثل لب تصميم المناهج الدراسية مع تركيز ملحوظ على المستويات المعرفية العليا كونها تمثل مهارة تنفيذية إجرائية. الإرادة وتحمل المسؤولية خطوة على الطريق الصحيح... وحتى يتعلم المتعلم كيف يفكر أكد الحاج أنه ينبغي عليه أن يتعامل مع نوعين من المعارف هما أن يتكيف المتعلم ويتفاعل مع ما يحيط به وأن يمارس ويتحمل المسؤولية في نهاية الأمر، وأن يقوم المتعلم بدور فعال في إدارة عمليات فهم المجموعة الخاصة وتنظيم تلك العمليات ومدى أهميتها في حل المشكلات الحقيقية في الميدان، وأما الأساس الأهم الذي يرتكز عليه مفهوم التفكير الإبداعي فهو قوة الإرادة أو الرغبة وهي محاولات الفرد الدؤوبة لعمل شيء ما بالخبرات التعليمية التي يمر بها ومظاهر السلوك المتعلقة بالدافعية أو الاتجاهات التي تتضمن استعدادات متنوعة توحي بأن المفكرين قد يميلون إلى تطوير أو استخدام التدريبات التي يتعرضون لها. ومن جهة أخرى تشير البحوث العلمية إلى أنه عندما يختفي هذا النوع من الدافعية فإن أفضل المناهج ستكون عرضة للفشل. وفي سؤال عن مدى تلاؤم المناهج الدراسية الحالية مع ما يسمى تنمية التفكير الإبداعي للطالب أوضح الحاج أن تنظيم المناهج الدراسية كان مبنياً على أساس المواد الدراسية المنفصلة ويمثل بذلك أساس المناهج المدرسية منذ فترة طويلة/ في معظم دول العالم/، إلا أن النظرة الحديثة إلى تنظيم المحتوى بدأت تختلف منذ أواخر القرن العشرين الميلادي / الماضي/ حيث أصبح الاتجاه إلى تطوير فروع المعرفة ودمجها مع بعضها البعض بدلاً من فصلها... وبناء على هذا الاتجاه في تنظيم المنهج أصبحت هناك ضرورة لتضمين المنهج العمليات التالية وهي المجال المعرفي والمستويات المعرفية العليا وقوة الإرادة. وعن دور المعلم في تنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب.. أشار الدكتور فايز الحاج إلى أن هناك نوعين من البرامج الجديدة التي يمكن تطبيقها في الميدان التربوي أولها وجود برامج لتدريس التفكير الإبداعي من خلال تنظيم أو نظرية معينة أو لأجل أهداف محددة للتفكير تعنى بتطويرها كمشروع تدريس طلاب المدارس المتوسطة أو الثانوية مهارات التفكير الانتقادي وحل المشكلات. وهناك نوع آخر من برامج التفكير أكثر مشابهة بالمناهج التي تضعها المدارس فهي منظمة حول موضوعات أو مقررات محددة، وعادة ما تكون هذه البرامج موثقة في كتب المقررات المدرسية وكتاب دليل المعلم التي يعممها الناشرون وفي هذا النوع قد يدمج التدريس من أجل تنمية التفكير الفعال ضمن مجال أو تنظيم مقرر دراسي معين أو قد يخرج متكاملاً مع محتوى كتاب أساسي أو كتاب منهجي مقرر. تحديد اتجاهات الطلاب بما يتناسب مع قدراتهم وعن معوقات التفكير الإبداعي وكيفية مواجهتها...أجاب الحاج: أنه على الرغم من أنه لا يوجد برنامج مصمم خصيصاً لتطبيق الأسلوب الضمني غير المباشر في تدريس التفكير الإبداعي، إلا أن الطريقة التي استخدمها/ ريتشارد بول/ تشبه إلى حد كبير الأسلوب الضمني، حيث حدد/ بول/ للمدرسين كيفية إعادة تصميم تحضير الدروس بقصد التشجيع الضمني وغير المباشر لأساليب التفكير الانتقادي المختلفة، بالإضافة إلى الأسلوب الضمني غير المباشر والأسلوب الصريح المباشر في تدريس التفكير الإبداعي فهناك أساليب متنوعة أخرى تتراوح بين هذين الأسلوبين، حيث أن الإداريين والمدرسين يمتلكون أفكاراً كثيرة حول كيفية تدريس وتشجيع التفكير الإبداعي . وختم الدكتور فاير الحاج حديثه باستعراض بعض الأساليب العلمية في تنمية التفكير الإبداعي وذلك من خلال تعليم الطالب استراتيجيات التعلم كالتركيز على الانتباه والتدريب لمدة طويلة والمعالجة المركزة لإنعاش الذاكرة والتأكيد على جمع المعلومات ومعالجتها بشكل عميق وتنشيط الذاكرة في مساعدة الطلاب على استدعاء المعلومات الأساسية وتقوية التفكير وذلك بتعهد اتجاهات الطلاب الإيجابية وتوجيهها بما يتناسب مع قدراتهم وأيضاً تحديد الهدف ويكون بمساعدة الطالب على تحديد وجهة نظره الخاصة حول ما حققه من نجاح وكذلك تحمل المسؤولية وذلك تعزيز قدرة الطالب على التعلم المستقل. |
|