|
البقعة الساخنة وهي الأخطر بكل المعايير, بل في نسق الاعتقاد لدى الكثيرين أن القضية تتعلق بأكثر من الرؤية القاصرة للإسلام ودوره, وحالة التشويه المتعمد. ففي الكثير من الحالات التي كانت تنظر فيها المحاكم الأوروبية بقضية من هذه النوع أو تلك التي تتضمن عبارات عنصرية حول الإسلام كان معظمها يرد, والحجة أنه لا يوجد موقف رسمي عربي يحتج على تلك المظاهر العنصرية, وليدرجها القضاء في العديد من الدول الأوروبية بعد ذلك, بأنها لا تدخل في النطاق العنصري. وثمة أمثلة كثيرة لدى العديد من الأفراد والمؤسسات العربية والإسلامية كانت قد تمت الإشارة إليها في أكثر من موقع, واليوم حين وصل الأمر إلى هذا المستوى من التطاول باتت القضية مطروحة وملحة من بابها الواسع, وبالتالي لم يعد هناك مبرر لرد الكثير من القضايا المنظورة أمام القضاء الأوروبي, وفي الدانمارك على وجه التحديد. وهذا لا يقتصر على الدور السياسي الذي كان حاجة ملحة, بل في الإطار القانوني الذي ظل غائباً أو مغيباً, وفي إطار التشريع على المستوى الدولي, حين باتت أمام مواجهة مكشوفة, وفي الاتجاهين..على مستوى القضاء للدول, وعلى مستوى الشرعية الدولية. ولأننا نخشى أن تكون المسألة برمتها مجرد زوبعة في فنجان تتحرك في المستوى العاطفي أكثر مما تتجسد في الرؤية السياسية المرافقة ومما يتطلبه ذلك من تنسيق وتحرك ومتابعة, فإن الأمر يستدعي تحريكا للأدوات يقود في المحصلة النهائية إلى تحديد أطر العمل المطلوب في المرحلة المقبلة بما يؤمن عملية رصد لكل الحالات التي تجري هنا وهناك سواء في الإعلام أم في السياسة والتشريعات. والأهم من ذلك أن يوفر الأرضية المناسبة لتكون فعالية الموقف السياسي منسجمة مع الأهداف التي تتلاقى عليها الدول العربية والإسلامية, بمعنى أن تكون هناك استراتيجية تحرك توافقية تضم في طياتها مستويات العمل كافة, وتلغي إمكانية الاكتفاء بالتحديق في ارتدادات الموقف السياسي. وإذا كانت التجربة لا تشجع كثيراً, ولا تشير إلى الكثير من التفاؤل, فإنها لا تعكس بالقدر الكافي الأفق الحقيقي للإمكانات بكل الاعتراضات التي تتم عليها, ولا تعبر بالضرورة عن النتيجة التي ستؤول عليها, بقدر ما توحي بأن اختلاف المعطى يدفع إلى العمل وفق سوية أخرى أكثر جدية تتخلص بالتدريج من إرهاصات طالما عكرت الرؤية الإسلامية. لذلك تبدو الأنظار متجهة نحو الخطوات اللاحقة التي تحتاج إلى تضافر سياسي وإعلامي, وإلى تنسيق بين الهيئات والمنظمات العربية والإسلامية ليكون العمل قادراً على التأثير في مستوياته المختلفة. ولعل الردود الأولى, والبيانات التي تشير إلى صدمة في أكثر من اتجاه, قد مهدت الطريق للعبور نحو حالة من الرؤية تستجيب لواقع الحال والتحديات التي يفرضها, وثمة من يراهن على أكثر من ذلك, وهو رهان له مبرراته, وله مشروعيته. |
|