تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


على حافة الجريمة

حوادث
الثلاثاء 31/1/2006م
ميسون نيال

في أحد الأحياء الشعبية كانت سميرة تبدو أكثر تعصباً من جميع النسوة وذلك أثناء مناقشاتها مع جاراتها

فهي ترفض عمل المرأة وترفض مشاركتها للرجل في أي شيء أو اختلاطها به وترفض.. وترفض..‏

وذات يوم طرق بابها جارها أبو عماد يريد أن يخبرها بأن الماء يرشح من سقف المطبخ فدعته للدخول ومعاينة الوضع على أرض الواقع وكانت بمفردها في المنزل مع ابنها الصغير جابر وهو لا يزال نائماً فانتظر أبو عماد قليلاً رغم دعوتها له بالدخول منتظراً أن ترتدي شيئاً ما كي تستر به نفسها ولكنها أصرت على دعوته إلى الداخل وبشيء من الغنج والدلع دخل أبو عماد وكانت سميرة تحضر الفطور فدعته وألحت عليه لمشاركتها الطعام وعلى المائدة بدأت تحدثه عن معاناتها مع زوجها وعن عدم ارتياحها معه وأخذت تذرف الدموع المصطنعة (دموع التماسيح) فأبدى أبو عماد تعاطفاً معها وأخذ يطبطب عليها ويكفكف دموعها, وهكذا بدأت العلاقة غير الشرعية بين الجارين حيث أخذت الاتصالات الهاتفية تتوالى بينهما واللقاءات أيضاً وذلك كلما كانت الفرصة سانحة وفي إحدى المرات دعت سميرة الجار الخسيس وكان طفلها جابر الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره في المنزل فوضعته والدته على شرفة المنزل وأحاطته بكم هائل من الأكلات والألعاب, ثم أغلقت البات عليه ظناً منها بأنه لن يتحرك من مكانه إلا أن جابر أحس بالعطش وعندما أراد الدخول عبر الباب وجده مقفلاً فقام بالتسلق من النافذة المشتركة بين الشرفة والمطبخ فدخل وشرب ثم دخل غرفة الجلوس وهو ينادي أمه ثم غرفة النوم وكانت الأم والجار قد سمعا صوت ندائه فتصنعا أمر تصليح الخزانة وعمدت الأم إلى تكرار عبارة الخزانة تعذبني كثيراً أثناء الفتح وأنا أفكر في بيعها إذا لم يصلح أمرها.‏

وهكذا خرج الطفل من الغرفة ولديه حسن ظن بجارهم وعاد إلى شرفة المنزل ليكمل لعبه عندها اطمأنت الأم والجار انصرف كل منهما إلى مزاولة عمله بشكل طبيعي, وعندما عاد الزوج المخدوع في المساء ودخل غرفة النوم لتغيير ملابسه لحق طفله جابر به وبيده مطرقة بلاستيكية فسأله أبوه عما يريد فعله فقال أريد أن أصلح الخزانة مثل عمو أبو عماد فسأله ومن أبو عماد فقال جارنا كان يحاول إصلاح الخزانة هو وماما اليوم..‏

وملأ الشك نفس أبي عامر وقرر مراقبة زوجته وعدم توجيه أي سؤال يتعلق بهذا الأمر كي لا تأخذ حذرها وعندما أحضرت العشاء أخبرها على الفور بأن لديه سفراً في اليوم التالي إلى حمص وذلك لأمر يخص العمل فارتسمت تباشير السرور على ملامح زوجته وتمنت له سفراً موفقاً وأكدت عليه إحضار الحلاوة الحمصية المشهورة لجابر لأنه يحبها كثيراً, ولم يستطع أبو عامر النوم طيلة تلك الليلة وهو يفكر بما ينتظره في اليوم التالي متمنياً أن يخطئ ظنه, لكن للأسف فقد صدق حدسه فبعد مغادرته المنزل وقف على منعطف الدرج العلوي (المقابل لسطح البناية) يراقب منزله وبعد حوالى نصف ساعة سمع صوت خطوات لحذاء رجالي وسمع صوت قرع جرس منزله فمد رأسه إلى أسفل الدرج وإذ بالجار أبو عماد!! في تلك اللحظة بدأت الأفكار تتخبط في ذهن أبي عامر, ماذا يفعل? هل يقتحم عليهما المنزل فيقتلهما أم يستدعي أهلها, أم يستدعي الشرطة? ماذا يفعل.. وأخيراً اهتدى إلى فكرة استدعاء صديق له يعمل في سلك الشرطة فاتصل به على الموبايل وطلب منه المجيء برفقة دورية نظامية فاستغرب صديقه طلبه ولكنه لبى كما لو كان الطلب من أي شخص آخر وكان قد مضى على دخول الجار حوالى الساعة ففتح الزوج باب المنزل بالمفتاح ودخل هو وعناصر الدورية غرفة النوم فوجدهما في حالة مخزية.‏

هجم أبو جابر على زوجته ولكن الجميع منعوه وطلبوا منه عدم تلويث يديه بقذارة تلك المرأة التي لاتستحق أن تحمل اسمه أو أن تكون أم أولاده.‏

وهكذا ستر الجار نفسه بشرشف وكذلك فعلت أم جابر ونزلا مذلولين أمام أعين الجميع.‏

وطبعاً مصير أم جابر كان الطلاق مع الحرمان من كافة الحقوق وكذلك رفضت أم عماد العيش في كنف زوج خائن مخادع فتركته وأولاده الخمسة, وهكذا انهارت أسرتين بسبب الجري وراء الغرائز والرغبات وعدم إعمال العقل الذي حبانا به الله سبحانه وتعالى..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية