|
شؤون ثقا فية شأنه شأن تقديم المسرحيات في بقية البلدان الاوروبية واستمر الحال على هذا المنوال حتى القرن السادس عشر عندما نهض المسرح الدنيوي عندما قدمت عروض فنية مبهرة بواسطة مجموعة من الفنانين الجوالين في القرى والبلدات والدساكر وكان العرض مزيجا من ألعاب الخفة والسحر والرقص الشعبي والموسيقا باضافة إلى تقديم فقرة تمثيلية كوميدية. وكانت اولى المسرحيات الدرامية الصرفة قد قدمتها فرقة جامعة كراكوف القديمة وكانت تحت عنوان ( محاكمة باريس امير طروادة) وبعد نجاح هذا العرض تتالت العروض حيث قدمت الفرق البولونية المختلفة اعمال مشاهير الكتاب الفرنسيين مثل موليير,راسين, كورني. وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين كان المسرح البولوني يعيش الازمة العامة للثقافة الاوربية والتي سميت بفترة التدهور والتي كانت تعتمد المدرسة الطبيعية التي تهاجم الامراض الاخلاقية التقليدية للطبقة الراقية التي كان تسودها امراض النفاق والرياء والكذب ومن اهم كتاب تلك الحقبة (زابوسكا)(جولافسكي)....الخ وبعد تحرر بولونيا من النازية ظهرت نزعات متباينة في حقلي التأليف والتقديم التي شملت مفاهيم الالتزام السياسي بمختلف جوانبه,فبعد سيادة مدرسة الواقعية الاشتراكية عقداً من الزمان ظهرت نهاية مدارس ذات نفس غربي واتسمت هذه المدارس بالتجريبية الصرفة وكذلك اتسم المسرح البولوني وحتى اليوم على الدراما توجية اي معالجة نصوص قديمة واعدادها للعرض المسرحي كما فعلها الفنان غروتوفسكي عندما اعد في مختبره نصوصاً لكالدرون,وماياكوفسكي,ودوستوفسكي الخ من الكتاب,ومن اهم الفرق في بولونيا التي اشتهرت فرقة (المختبر المسرحي) لفروتوفسكي,مسرح (كريكور) لتاديوس كانتور,ومسرح(ستوديو) ليوزيف شابنا وقبل ان نختم حديثنا لا بد ان نمر مرور الكرام على ذكر اكبر كاتب بولوني معاصر وهو سلافومير مزوجيك الذي تحول من المحلية الى العالمية والذي رفع اسم بلاده عاليا عندما قدمت مسرحياته على خشبات المسارح العالمية واشهرها: (رقصة التانجو) و(البوليس). |
|