تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إنه الشرق الأوسط... ياغبي!

لبنان
معاً على الطريق
الثلاثاء 31/1/2006م
نبيه البرجي

اجل, انه الشرق الاوسط... ياغبي!

لكن العالم غابة من الدمى, لابل ان روبرت كاغان كاد يقول أو انه قال فعلاً: (لا عقل لهذا العالم). لعله أراد ان يضيف (... العالم الذي نجره وراءنا).‏

آخرون في واشنطن يقولون:(ان اصابعنا في كل مكان, من امريكا اللاتينية, إلى الشرق الاوسط, إلى آسيا الوسطى, تتلطخ اكثر فأكثر بالكارثة). هل تحتاج المسألة إلى الاستدلال السياسي أم إلى الاستدلال الاستراتيجي لإثبات ذلك?‏

يقول وزير الخارجية الاسبق وارن كريستوفر:(هل حقاً اننا قررنا اقفال الكرة الارضية?). كان هذا من سنوات حين كانت الامبراطورية في ذروة تألقها. لا أحد هناك. الصينيون يحاولون ان يصنعوا قدمين للتنين. الروس بالكاد يؤّمنون احذية لجنودهم. الاوروبيون ضائعون, كالعادة, بين الله والتاريخ. كل الآخرين حثالة ثقافية, إلا إذا كانت المقارنة منطقية بين العربة التي تجرها الثيران والقمر الاصطناعي..‏

هذه خلاصة حرفية لما كانوا يقولون. الآن, عالم يستيقظ. حتى ان زبغنيو بريجنسكي يخشى(ان تطاردنا الحجارة حتى في المريخ). هذا إذا ما استمرت (تلك الغطرسة الايديولوجية البالية), حيث لا مفاهيم شفافة تحكم تلك العلاقة بين (المهمةالالهية) وقاذفات القنابل.‏

الاسئلة بدأت تتعالى في الولايات المتحدة حول جدلية الغباء. الذي ظهر اخيراً ان (ثقافة الالم) التي تحدث عنها بابلو نيرودا, والتي هي في نهاية المطاف ثقافة الغضب, لم تضمحل كما خيّل لأساقفة البلقنة (مجتمعات من الورق يتقرر مصيرها على الورق). خلاف ذلك, يقول بريجنسكي (لعلنا بدأنا نتآكل...).هذا دون ان يكون لدى القيصر لا المخزون الاخلاقي, ولا المخزون الاستراتيجي الذي يمكن تسويقه, حتى ان باحثاً كاثوليكياً أمريكياً هو جوليان فارغاس يقول بالحرف الواحد:(... حتى انهم حاولوا تقليص صلاحيات الله), ليلاحظ انه يتم تفريغ الامريكيين وغيرهم من المقدس الذي في النص إلى المقدس الذي في رؤوس الابالسة...‏

فارغاس يسأل ما إذا كانت تلك (النخبة القذرة) تريد ان تصنع طرازاً آخر من البشرية!‏

الايدي العمياء في كل مكان. لاحظوا كيف يتكلمون. ليس هناك في الشرق الاوسط سوى اسرائيل, واسرائيل واسرائيل. كلنا لاشيء. لا أحد يستطيع ان يكون شيئاً إلا اذا اخذ بالمفهوم الامريكي, وهو مفهوم ايديولوجي واستراتيجي على السواء. اسرائيل أولاً, وثانياً وثالثاً. إذاً, ماهي درجة تلك الاشياء البشرية? لكن الناس يتغيرون. لم يعد بإمكان وليم كريستول أن يتباهى:(يحتسون الكوكا كولا ثم يغرقون في الدولتشي فيتا) أي في الحياة اللذيذة. العالم يتألم, يغضب, ينتفض. غداً يوم آخر.بالتأكيد انه يوم آخر, والايدي العمياء تتلطخ أكثر فأكثر بالكارثة.‏

حتى ان العرب الذين ظُن انهم ذهبوا بعيداً في ثقافة الصدأ, يصرخون.انتظروا صراخاً اكثر. المشهد يتغير!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية