تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المثقف ورجل الأعمال.. ومصالح سورية ولبنان داخل قوسين

اقتصاديات – داخل السرب
الثلاثاء 31/1/2006م
أسعد عبود

كنت دائما مطالبا بجامعات تتسع لطلبتنا, كل طلبتنا.. وكنت دائما ضد رحيلهم عن الوطن, بما يعنيه من خسارات مالية وعلمية..

أقول: علمية لأن كثيرين قصدوا جامعات لا يعوّل على شهاداتها.. ولا شك أن ثمة متغيرات حقيقية في هذا الواقع?! فقد انتبهت الجهات المعنية إلى نوعية الشهادات التي تردنا من بعض الجامعات في بعض الدول.. وألزمت حامليها بتأكيد أهليتهم أمام الجامعات السورية.. ورغم ما اعترى التنفيذ من بعض الملاحظات هنا وهناك.. أعتقده قرارا سليما ضروريا.. ولا يجوز التراجع عنه..‏

طبعا هذا في معالجة واقع قائم.. أما من أجل المستقبل فقد كان ثمة خطوات حقيقية عملية وهامة جدا.. تمثلت في تعدد مناهل التعليم الجامعي في سورية.. فقد عرفت الجامعات الحكومية أشكالا أخرى للتعليم, أعتقد أن أنجحها هو التعليم الموازي لأنه صورة التعليم الجامعي طبق الأصل فقط أن الطالب يدفع أجورا.. وهي أجور تبدو عالية أحيانا إلا عند مقارنتها بما تتقاضاه الجامعات الخاصة.. التي إن كان يمكن الصبر وليس السكوت على أقساطها.. فلا يمكن ابدا غض النظر عن مستواها العلمي ومستوى التعليم فيها.. وليس لدي ما يشير إلى خلل في هذا أو ذاك وأرجو ألا يكون . لكنه الحرص ألا نقع في المطب..‏

وأذكر بصراحة أنني كنت وما زلت مع تأمين فرصة التعليم للطالب السوري القاصد لبنان في سورية.. لأن النسبة الغالبة منهم يقصدون كليات نظرية, و يمكن ببساطة تأمين فرصة لهم في التعليم الموازي بما يفيدهم ماديا ويفيد الجامعات الحكومية كي تستطيع أن تؤمن مصدر دخل يطور في مستواها لا سيما في إمكانية الاستيعاب الموازي إن صح التعبير لكن.. كنت أتمنى أن يتم ذلك لأن الطالب السوري يجد فرصة أفضل له في سورية وهذا حقه.. وهذا ضرورة اقتصادية من جانب آخر..‏

ولم أكن أبدا أتمنى نقل الطالب السوري لتهريبه من الغوغائية التي توجهت ضده في الجامعات اللبنانية لتخلق حالة الاخوة الأعداء التي وصلت إلى درجة لم تعد تحتمل.‏

وهكذا بدا تحقيق الهدف الذي أردته وطالبت بتحقيقه منغصا لي لسببين:‏

1 معاناة الطلاب في تنفيذ القرار..?!‏

2 أن القرار كان إسعافيا لإخراج الطالب السوري من الضغط عليه في لبنان..‏

بالإذن من كل الاخوة اللبنانيين أسأل:‏

ما الذي استفاده لبنان من سلوك البعض الذي يوصل إلى كل هذه الفرقة..?!‏

هل شكل الطالب السوري في لبنان ضغطا أو )وصاية مثلا) أبطأت من آلة الاتهامات اليومية وطوفان البيانات السياسية وسعير العداء غير المفهوم وغير المبرر..?!‏

هل سيكون لبنان أفضل بعيدا عن أي سوري!!‏

هل ترتاح الجامعات بغياب الطلبة السوريين..?!‏

هل العمالة الآسيوية ستكون أفضل من العمال السوريين الذين يبدو لي أن إقامتهم في لبنان لن تطول .. إن كان سيظل يصغي إلى أمراء الحروب والإقطاع والسياسة أصحاب القصور في الخارج والذين يشكل لهم لبنان, مرتعا لممارسة السذاجة السياسية فقط..?!‏

بصراحة ومع الاحترام لكل جهود تبذل عربية أو غربية لا أمل بالطبقة السياسية.. وحتى داخل الجامعات كثيرا ما كانت الممارسات ضد الطلبة السوريين نتيجة لدخول السياسيين إلى حرم الجامعة تحت حجة المحاضرات ليخلقوا أجواء سياسية تخدم مواقفهم.. أذكر على سبيل المثال ما حصل في جامعة بيروت العربية بعد محاضرة لسيء الذكر وليد عيدو..‏

لكن..‏

أيها اللبناني يجب ألا نفقد الأمل..‏

نحن السوري واللبناني الذين لا نستطيع العيش إلا في سورية ولبنان, لأن لا قصور لنا في الخارج ولا أموال..‏

ويولد الأمل من أن نغلق الأذان على هذا الصراخ السياسي المعتوه.. فإذا كان ثمة مساع فعلية لتخفيف حدة الواقع... فليتولاها إثنان:‏

1- مثقف حقيقي.‏

2- رجل أعمال حقيقي.‏

هذان فقط اللذان يستطيعان أن يعيدا هدوء الأجواء بين السوري واللبناني.. وليوضع السياسيون خارج القوسين.و بين قوسين سورية ولبنان وحقيقة التاريخ والجغرافيا والثقافة والمصلحة المشتركة..‏

لكن.. كيف نتحرك..?!‏

حتى في الثقافة ثمة فراق‏

وحتى في الأعمال والاقتصاد ثمة بطء وتراجع..‏

لكنهما القطاعان الأهم والأجدر لبقاء ما داخل القوسين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية