تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عتبْ

ملحق ثقافي
2/5/2006
عبلا حسن

-عاد وفي نفسهِ شوقٌ وفي روحه بقايا روح تقت إلى الهدوء لبعض الوقت دخل عليها فوجدها مختلفة، فعاتبها قائلاً: لماذا أرى شحوباً؟

أين الورد في وجنتيك وأين الليل في مقلتيك، وأين ألوان قوس قزح في حاجبيك؟ وأين الحنة في راحتيك؟ أين أثوابُ الحرير على منكبيك؟ وأين شلالات الذهب في جديلتيك؟ وأين نغمات الموسيقا من وقع كعبيك؟ أجابته وفي نفسها منه ما كان بنفسه منها حبيبي:‬ لا وقت الآن للتبرج -لا تعاتبني لأنني لم أتبرج لك الآن فأنا مشغولةٌ جداً ولاوقت لدي الآن للتبرج فأنا كما ترى قصصت جدائلي وألقيتها للريح عناقيد غضب.‬ وعندما فتحتُ حقائبَ زينتي، وجدت ألوانها توحدت وأصبحت سوداء وأنا كما ترى أحتاج لغير السواد فتركت السواد مدفوناً في الحقائب وعندما تفقدت أثواب الحرير وجدتها قد تفحّمت فتركتها كما هي -حبيبي، لم يعد وقع خُطايا موسيقياً فأنا الآن غيّرت وقع الخطا، فأصبحتْ تتفجر من وقع خطواتي براكينٌ من اللهب.‬ -غيّروا الألوان في حياتنا، ألا ترى حبيبي أنه لا وقت لدي الآن للتبرج أرى الصفاء في ألوانهم، في عيونهم، لماذا يخلفون السواد وراءهم؟ ماالذي أتى بهم إلينا؟ هل جاؤوا للاستكشاف؟ أم جاؤوا للتنزه؟ أو كما يدّعون أنهم جاؤوا لنشر العدل؟ لامن أجل هذا ولا من أجل ذاك؟ بل جاؤوا ليعكسوا اللونَ الآخرَ لصفاءِ لونهم فوراء ألوانهم سوادٌ ولا شيء سواه.‬ ولكن ألم يسألوا أنفسهم: كم يستطيعون البقاء؟ وعندما يعودون إلى ديارهم ماذا سيحملون من ألوان؟ ماذا سيحملون من ذكريات؟ ألا ترى حبيبي بأنهم لن يعودوا إلا بلون السواد. عندها تكون الحنة الحمراء في ترابنا اختمرت وتكون جدائلي قد طالت مرة أخرى.‬ وسوف أخضّبها لك بحنة معطرة عندها فقط تعود الألوان إلى سابق عهدها وسوف تلقاني بكامل زينتي أنتظرك.‬ فالآن لا وقت لدي للتبرج.‬‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية