رحلة الحياة والقصيدة الوضوءُ بماءِ العِشْق والياسمينْ
ملحق ثقافي 2/5/2006 نــــــــــزا قبــــاني -1- ينطلقُ صوتي، هذه المرَّةَ، من دمشقْ. ينطلقُ من بيت أُمّي وأبي. في الشام. تتغيَّرُ جغرافيّةُ جَسَدي. تُصْبح كُريَّاتُ دمي خضراءْ. وأبجديَّتي خضراءْ. في الشام.
ينبُتُ لفمي فمٌ جديدْ وينبُتُ لصوتي، صوتٌ جديدْ وتصبحُ أصابعي، قبيلةً من الأصابعْ. -2- أعودُ إلى دمشقْ ممتطياً صَهْوَةَ سَحَابَهْ ممتطياً أجملَ حصانَيْنِ في الدنيا حصانِ العِشْقْ. وحصانِ الشِعْرْ.. أعودُ بعد ستّينَ عاماً لأبحَثَ عن حبل مشيمتي، وعن الحلاق الدمشقيِّ الذي خَتَنَنِي ، وعن القابلة التي رَمَتْنِي في طَسْتٍ تحت السريرْ وقَبَضَتْ من أبي ليرةً ذهبيَّة وخرجت من بيتنا.. في ذلكَ اليوم من شهر آذار عام 3291 ويَدَاها مُلَطَّخَتان بدم القصيدَهْ.. -3- أدخُلُ دمشقَ.. من جهة (باب البريدْ). حاملاً معي، عَشْرَةَ أطنانٍ من مكاتيب الهَوَى كنتُ قد أرسلتُها في القرن الأوّل للهُجْرَة ولكنَّها لم تصِلْ إلى عُنْوانِ الحبيبْ أو فَرَمَها مٍقصُّ الرقيبْ.. لذلكَ. قرَّرتُ أن أحملَ بريدي على كتِفِي لعلَّ التي أحببتُها.. وهي تلميذةٌ في المدرسة الثانويَّة قبل خمسةَ عشرَ قرناً لاتزال ترسُبُ في امتحاناتها تضامناً مع ليلى العامريَّةْ ومريمَ المجدليَّةْ ورابعةَ العدويَّةْ وكُل المعذَّبات في الحبِ..
|