تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ورد الغضب

معاً على الطريق
الأربعاء1-6- 2016
أنيسة عبود

رتب الزمن أوراق حزنه ثم مضى يتسول لحظة من الفرح

كل الأبواب مغلقة‏

وحدها نافذة الرحيل تلوّح بزجاجها المكسور‏

عاجزون جميعاً عن كسر مغاليق المستقبل‏

لا نتقن صنعة إلا صنعة الخيبة والصمت‏

هذا الورد الذي يتفتح هناك‏

كيف هرب من زمهرير الغضب.؟‏

لا تنس أن تكون موارباً‏

ولا تنس أن تكون كذاباً ومنافقاً‏

قليل هم الأوفياء في زمن راجت فيه تجارة الاحتيال.‏

لكن..لا تنس أن تفتش في أدراجك القديمة..‏

مازالت هناك عناوين لأحبة لم ترهم منذ إعصار التحولات.. جرب أن تلاقيهم ..جرب.. ستجدهم على معدنهم الأصيل.‏

جرّب.. إنهم.. ذهب الأيام الجميلة.‏

لا تسألني ..هل بقي شيء جميل في فيافي الأيام؟‏

ربما بقيت ذكريات ننشرها كل فترة على حبل الشوق.‏

ربما بقيت آثارهم..‏

الذين يودعوننا ولا يعودون..‏

ربما بقيت رائحتهم على قبضة الباب ..وبقيت وجوههم على صفحة القلب.‏

مثقل هذا القلب من خيبة مالحة‏

أدور على عتبات المسافرين‏

هل رأيتم وطناً أخضراً يحمل حقائبه ويمشي في ممرات الروح؟‏

هل رأيتم بعض حقوله وبعض قرميده عند مفارق الكتب القديمة؟‏

من منكم رأى وطناً يشبه منديل أمي.. ويحمل سبحة كسبحة أبي.. وله شعر أشقر كشعر أختي.. وكتاب ملون ككتاب طفولتي؟‏

من رأى وطناً حنوناً كصديق قديم رؤوف كحارة الأحباب.‏

يرتدي فراتاً عذباً وبحراً من مرجان.. يمسك يد أوغاريت ويتجه إلى الشآم‏

يركض التاريخ خلفه‏

والأعاصير ترف على قدميه‏

وأنا أبكيه كي ينتظرني‏

وا أسفاه.. لا يسمعني ..فقط أمطره الطغاة بالرصاص.‏

و.. الطغاة كثر.. منهم من أكل قمحه.. ومنهم من سرق دمه .. وكثيرون أقسموا بأنهم لم يروه ..لم يعرفوه.‏

من سرق وطني إذن؟‏

و.. السراق كثر‏

افتح دفترك أيها الزمن‏

في الصفحة الأولى وجوه تعرفها.. وفي الأخيرة وجوه لا تعرفك‏

رتب أوراقك ..حان أوان جرد الأيام‏

ليس كل القاعدين على كراسيك مخلصون.. وليس كل آكلي قمحك شاكرون‏

انتبه..‏

قد يكون الطغاة مختبئون في ( عبّك )‏

وقد يكون اللصوص متغلغلون في أصابعك‏

وقد يكون الشرفاء على الضفة الأخرى من السؤال‏

ها أنا أقف في آخر الصمت‏

لم يعد في جعبتي طلقات للصبر الطويل‏

طارت عن كتفي غيوم التحمل‏

يحق لي أن أصرخ الآن.. ويحق لي أن أفتح كتاب الحقيقة‏

فاحترس مني أيها المزوّر الطاغي.. لقد طفح كيل صبري وحزني‏

حان وقت السؤال‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية