|
الصفحة الأولى وما زالت تتهيب التدخل البري حلم السعودية وتركيا والأردن، وسئمت طروحات أطراف أخرى رغم عدم تقصيرها بإمداد الفصائل الإرهابية بكل ما تطلب، ويتطلب تحقيق أهداف العدوان. وحتى الآن عجزت واشنطن ومعسكر العدوان عن التقدم خطوة واحدة في السياسة رغم ازدحام الطروحات والمُخططات التي وُضعت في أوقات سابقة غير مُتباعدة على نار حامية بنيويورك وفيينا وبروكسل وجنيف. وعلى الرغم من كل مكوكيات الوزير كيري إلى الخليج وأوروبا، فإنّ العجز هو العنوان الأبرز للحركة الأميركية الكُليّة، فما العمل؟ إدارة أوباما وإن كانت تألم للنتيجة، فإنها لا تسأل، وهي ما زالت تعمل لمواجهة العجز، لكن هذه المرّة ربما لمزيد من الاستقطاب واستثمار الوقت المُتبقي لها، غير أن الذين يسألون بمرارة هم من استعجلوا منذ البداية النتيجة التي توهموا تحقيقها في ثلاثة أشهر ثم ستة ثم سنة.. ثم ليغرقوا بالرهان على وهم قوة لا يمتلكونها رغم المليارات التي أُنفقت، وأطنان السلاح التي أُرسلت، وعشرات الآلاف التي جُندت، وليستغرقوا بالرهان على وهم إضعاف سورية ومحور المقاومة، لم يقع، ولن يقع. الاستقطاب كخطة بديلة عن الخطة باء المُستحيلة، ينطوي على مفهوم أكثر شمولية، تحافظ واشنطن فيه على زخم اندفاع الأعراب، ولا تقطع الخيط مع روسيا. تتفهم هواجس أردوغان ولا تنجرف خلف أحلامه، تُثبّت لإسرائيل أوتاداً إضافية، وتُمكنها من الحركة بحرية في فضاءات أوسع. الاستقطاب كخطة، يُسجّل نجاحات قد يتهيأ لإدارة أوباما أنّ من شأن الاستمرار فيه أن يُؤسس لما قد يُوفر الراحة للخَلَف، للعمل والنهوض باستحقاقات المرحلة المقبلة وبما يُمكّن من تحقيق ما تم العجز عن تحقيقه. صعودُ المتطرف الإسرائيلي (ليبرمان) بالتزامن مع محاولة إحياء مبادرة السلام بما يتلاءم مع المتغيرات الحاصلة بين 2002 و2016، حالةُ الغزل القائمة بين نتنياهو وبعض العرب، وحالةُ الاندماج الناجزة بين الأعراب والعثمانيين مع إسرائيل، الجهرُ بعلاقة إسرائيل مع التنظيمات الإرهابية، تهربُ واشنطن من استحقاق الوفاء بالفصل بين (أخيارها والأشرار)، وبإغلاق الحدود التركية، وتهربها من العمل المشترك مع موسكو، هو تنفيذٌ دقيق لخطة مؤقتة لن تكون إلّا أحد أوجه التعبير عن عجز واشنطن وشركائها. ما يخفى على أميركا ومعسكرها، ويجب أن يُقال: إنّ الوجه الآخر لعجزها الذي لم تكتشفه بعد، هو ما يتعلق مباشرة بسوء تقديرها لقوة وصلابة الخصم، فسورية يقظة، وروسيا لا تغفل، ومحور المقاومة مُستعد مُتأهب، وبعد.. فالعجز الأميركي قائم، والهزيمة قادمة، مهما تعددت الخطط وتبدلت. |
|