تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


زمان الشد

نقش سياسي
الأربعاء 1-6-2016
أسعد عبّود

مهما كانت سلبية الواقع السياسي الذي يحيط بالأزمة في سورية، لا يدعو تماماً للتشاؤم. لكنه ليس محاطاً بالتفاؤل المبني على وقائع عملية.

الحالة تحوي فقط إشارات لتقدم ما لعله لم يحسم اتجاه النيات بعد فكيف بالتوجه العملي؟؟.‏

يقول السيد دي ميستورا وكلامه نقل أكثر منه فصل: إنه يتوقع بحالة من التفاؤل أن تعود المباحثات السورية، أو جنيف، لأنها ليست السورية تماماً، خلال أسبوعين إلى ثلاثة. مضى منذ تحديد ذاك الموعد نحو أسبوع وبالتالي لو صدقنا فإن المحادثات ستعود خلال أسبوعين، ولعله يبدو اليوم كلاماً متفائلاً جداً.‏

برأيي أن السيد دي ميستورا ومعه المنظمة الدولية التي يمثلها، يحتاجان إلى الكثير من الجرأة والتخفيف من التبعية والخوف، فيما يطرحانه.‏

يعني أن السيد دي ميستورا يعلم تماماً أين العقدة وما هو عامل التأجيل وربما التسويف الذي يعيق التئام شمل المحادثات السورية – السورية أي جنيف. مثلما تعلم المنظمة الدولية أين هي العقدة في ادخال وتوزيع المساعدات الانسانية.‏

عموماً يعوّل السيد دي ميستورا كثيراً على ما يسمى التنسيق والتفاهم الروسي الأميركي. وبالتالي يفترض أن يقرأ تطور الحالة المحيطة بمهمته من واقع المنسقين المفترضين حول القضية. ولن يغيب عن ملاحظة واعتبار المبعوث الدولي وقع حال الدور الأميركي؟؟؟!!‏

الواضح من السلوك و المواقف الأميركية أنها لم تستقر حتى اليوم لا في تحالفات الميدان الذي يتطور تورطها فيه يوماً فيوماً، ولا في تنظيم وتنسيق مواقف الدول المعارضة ومن معها من معارضات.‏

في الشمال السورية تتحالف الولايات المتحدة بشكل ما، مع فصائل كردية مقاتلة تحالفاً يبدو مشروطاً، كي لا يتمادى الحليف التركي في الغضب. والأمور معلقة ومحكومة بالاحتمالات. وهي إلى ذلك إن لم ترض بشكل واضح علني هذا الحليف.. والأمور معلقة. كذلك هي ترى تحالفات لها غير واضحة الحدود مع فصائل إسلامية توصلها إلى وضع دعمها في خدمة «النصرة» وكذلك «داعش» اللتين يفترض أنهما منظمتان إرهابيتان. كذلك ترى الولايات المتحدة أن ثمة خلافات بين الحلفاء الاقليميين الداعمين للمعارضات السورية، حتى بين المشكلة لوفد الرياض، لم تعد تخفي نفسها. وما إبعاد الإرهابي علوش ومعه نظيره أسعد الزعبي، و الدعوة لاجتماع لتغيير في هيكلية الوفد، إلا ظهور لأعراض المرض الذي لا يخفى على من يتابع باهتمام ونيات طيبة.‏

عفواً سيد دي ميستورا... لم يعد ممكناً إخفاء حقائق ما تواجهه من صعوبات. عوضاً عن الشد الذي تمارسه في الفراغ أو قبل الوصول إليه... تجرّأ وقُل الحقائق ليبدأ زمن الشد الحقيقي.‏

As.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية