تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الميدان أصدق إنباء..

كواليس
الأربعاء 1-6-2016
ريم صالح

لسنا بحاجة إلى قراءة الفنجان السياسي، أو ضرب الودع الدبلوماسي، لنجزم بالمطلق أن الحريق الإرهابي المستعر في سورية

ما كان بلغ هذا الحد من الإجرام المتطاير لولا الوقود التخريبي الذي تدسه دول الجوار ومشيخات الخليج المثبتة على عروشها بدبابيس صدأة.‏

حل الأزمة في سورية واضح، ولا يختلف عليه اثنان، فلا بد من تجفيف منابع الإرهاب، واستئصاله من جذوره، بل وقلعه من منابته في المحميات الأردنية والأردوغانية والوهابية، وإغلاق الحدود في وجه إرهابيي «الإعتدال» المزيف، ولجمهم وإعادتهم إلى قمقمهم الاستخباراتي في مختبرات البيت الأبيض والسي آي إيه، دون أن ننسى طبعاً أهمية قطع المخصصات الشهرية لمرتزقة الخنادق والفنادق من عصابات الاتجار بالدم السوري.‏

الكلام سهل، ولكن الصعب هو تطبيقه عملياً على الأرض، لا سيما في ظل وجود راع أميركي، لا همّ له سوى صب الزيت التفتيتي على النار الإرهابية المتأججة أصلاً، راع يجهد ليل نهار، لنسف أي خطوة من شأنها وضع المسار السياسي التفاوضي على سكته الأممية المنشودة، سواء كان ذلك باختلاق أكاذيب وفبركات مسيّسة، من شأنها محاولة الإساءة إلى الدولة السورية ومساعيها السياسية الحميدة، أو عبر ابتداع شخصيات كرتونية، وإلباسها لبوس «المعارضة»، وتبييض صفحاتها الحالكة بالجرائم والمجازر، وتقديمها على أنها الممثل الشرعي للشعب السوري، بينما هي في حقيقة الأمر الممثل الشرعي والأوحد للإرهاب، والناطقة باسم أسياده وداعميه على الساحة السورية، أو سواء بربط القابع في المكتب البيضاوي للعجلة التفاوضية بشروط استباقية وتعجيزية، ليجعل المسار السياسي في الأروقة الجنيفية في مكانه يراوح.‏

الحل أيضاً رغم وضوحه، إلا أنه يواجه مفخخات وألغاماً تحرص مملكة الوهابية وربيبها الصهيوني على دسها هنا وهناك، طالما وأن الهدف إرجاع سورية إلى ما قبل العصور الحجرية، لعل السعودي والإسرائيلي ينامان قريري العين، فسورية المقاومة والممانعة ستنشغل حكماً بدحر عصابات الإرهاب التكفيري، ودك جحوره، وصولاً إلى مرحلة التحرير والتطهير من براثن الظلام الملتحي.‏

سورية صامدة، وما عجز عنه الأميركي وأجراؤه خلال ست سنوات، محال أن يحققوه خلال شهر أو سنة أو حتى سنوات، فالميدان بلا شك أصدق إنباء من أوهام المهزومين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية