تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الصراخ... يزيد التوتر و القلق

شباب
الأربعاء 30-6-2010م
رويدة سليمان

لعل الخوف والقلق من أكبر المعوقات التي تمنع استرجاع المعلومات في قاعة الامتحان وعلى الرغم من استعداد الطالب ومذاكرته بشكل ممتاز

وتهيئته نفسياً وجسدياً من قبل الأهل إلا أنه قد يتفاجأ في قاعة الامتحان بمزاجية مراقب تسبب له القلق والتوتر ويقف عاجزاً عن الإجابة للعديد من الأسئلة هذا ما حصل مع مجموعة من الطلاب في مركز تابع لمحافظة حماة حيث بدأت المراقبة ومن لحظة دخولها قاعة الامتحان بالتنبيه والتحذير والتوعد والتهديد ومبررها أن هؤلاء الطلاب (جيل فاشل قليلو التهذيب.. وقليلو الاحترام).‏

إبعاد الإيحاءات السلبية‏

دراسات كثيرة تناولت انعكاس القلق على الأداء في الامتحان وأهم مصادر القلق في الامتحان والأساليب الناجحة لتجنب حالة القلق من الامتحان إلا أنها لم تأخذ بعين الاعتبار سوء تصرف المراقب داخل قاعة الامتحان وتعامله مع الطلاب دون مراعاة للراحة النفسية التي يحتاجها الطالب داخل قاعة الامتحان وأهمية أن يكون ذهنه صافياً ويبتعد عن كل الأمور التي من شأنها أن تشوش معلوماته فاللحظات الأولى من اللحظات الحرجة للغاية وبالخصوص الدقائق التي تسبق توزيع الأسئلة إذ عشرات الأسئلة تدور في ذهن الطالب ومن هنا تأتي أهمية دور المراقب في إعطاء النصح والارشاد وإبعاد الإيحاءات السلبية عن ذهنه كأن يوحي الطالب لنفسه أن الأسئلة صعبة.‏

مسح ميداني‏

وفي إطار مشروع دعم الاستراتيجية الوطنية للشباب في سورية ومن خلال المسح الميداني التي قامت به الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان يرى المشاركون أن الامتحان أصبح كابوساً حقيقياً ينغص حياة معظم الطلاب المجتهدين منهم وغير المجتهدين حيث يتم ضغط برنامجه في مدة زمنية قصير لاتتجاوز الأسبوع الواحد لغير الشهادات أو لبعض تخصصات التعليم العالي وهذا ما يجعل الطالب مرهقاً وغير قادر غالباً على إنجاز مراجعة وافية للمنهاج بل يعيش فترة مثقلة بالضغط والتوتر وشد الأعصاب ولاسيما أن المنهاج الكثيف يقدم للطلاب خلال فصل دراسي ضيق وقد ازداد ضيقاً بعد تمديد العطلة الأسبوعية إلى يومين بدل يوم واحد كما أن سلوك بعض المراقبين في الامتحانات يزيد الأمر سوءاً إذ نجدهم يتعاملون مع الطلاب دون مراعاة لحساسيتهم وتوترهم بل يزيدونهم توترا بصراخهم العالي في القاعات وتغييرهم لأماكن جلوس الطلاب والوقوف فوق رؤوسهم والتعامل معهم بقسوة أحياناً عند بدء الامتحان وانتهائه، ناهيك عن أسلوب الامتحان نفسه وأسئلته المعتمدة على الحفظ والتذكر التي تجعل الطالب يضطر إلى أن يصب على الورق ما كدسه من معلومات وما حفظه وخزنه في ذاكرته وقد يخسر الطالب ( والكلام للمشاركين في المسح الميداني) الكثير لمجرد أنه نسي معلومة ما أو تعرض لظرف قاهر، والنتيجة إن هذا النمط من الامتحانات وحسب رأي الشباب لا يتمتع بخاصة تفريقية أي لا يقيس الفروق فيما بين الطلاب إلا على أساس الحفظ والتذكر.‏

أخيراً لا نستطيع أن نعمم المواقف السابقة والتي حصلت مع بعض الطلاب على القاعات جميعها إذ هناك بالمقابل مراقبون ثقتنا بهم ليست عمياء بل مبصرة وبصيرة، وهم يقومون بواجبهم تجاه الطلاب من حيث تأمين الراحة والهدوء والاطمئنان ومخاطبتهم بلغة أبوية يغلب عليها طابع الحنان والحب وفي ذات الوقت نتمنى من طلابنا الأعزاء مزيدا من الالتزام والانضباط واحترام قواعد وأسس تعليمات العملية التربوية التي تصب في مصلحة الطرفين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية